وداع باك، استقبال غائم
إبراهيم جوهر - القدس
لا أطيق الوداع. في لحظات الوداع الإنساني ينتابني البكاء الذي أحاول أن أكتمه فيعذبني أكثر مما يريحني.
البكاء يريح حقا. فهل أبكي وأنا أودّع العام الذي رافقناه اثني عشر شهرا؟ أم أفرح؟
درجت العادة على توديع العام واستقبال الذي يليه بالفرح والاحتفال والأمنيات...
اليوم الأخير من العام ، بل الساعات الأخيرة. العام يحتضر.
العام يموت.
ما كل موت يعني فناء. هناك من هو فان وهو يتنفس ويعيش ويمشي.
(دزينة) سنوات مرت بعد (عام الرهبة والتوجس).
(أحد المجالس المحلية نظّم ندوة بعنوان "كيف سندخل العام 2000 "؟ حينها قلت : سندخل مع الداخلين. سندخل كما دخلنا الأعوام التي سبقت. لن يكون أمر جديد يستدعي الخوف...ومنذ متى كنا نحسب حسابا للقادم نحن الذين يقول مثلنا الشعبي : اطعمني اليوم واشنقني بكرة !! من الحسن المفيد أننا أخيرا بدأنا نسأل. أنا سعيد بهذا السؤال...)
كنت وقتها متفائلا ، وأشرت إلى أهمية السؤال والتخطيط . ظننت أن رسالتي وصلت وأنا أشاهد رؤوس الحاضرين تشير بما معناه؛ صدقت، هذا حسن....
لم يطل الوقت حتى غاب المجلس المحلي ودب الخلاف والاتهامات بالفساد والسرقة!
هكذا دخل المجلس عام الرهبة وقتها...
اليوم يحق لي السؤال : كيف سندخل (دزينة) السنوات الثانية بعد انتهاء الدزينة الأولى من القرن؟؟
غدا بداية عام ميلادي جديد، والذكرى الثامنة والأربعون لانطلاقة حركة (فتح).
الليلة يحتفل المحتفلون كل على طريقته؛ هناك من يراجع ويستخلص ويخطط،
وهناك من يبكي ويحاسب نفسه وأيامه،
وهناك من يندب حظه.
الليلة أيضا في زمن العطش والجوع والفقر ستقام احتفالات صاخبة حتى الصباح وفيها كل الذي سيكون فيها.
