انتظار وانتظار الانتظار
إبراهيم جوهر - القدس
غطى الانتظار برنامجي. فرد جناحيه على شرفتي، ونفسيتي، وقال: انتظر...
أنتظر الموعد عند العاشرة؛ موعد مراجعة عيادة العيون في المشفى لتقديم موعد العملية المقررة للعين اليمنى.
ازدادت في الأيام الأخيرة حالة الغبش وتشويش الرؤية ، لذا لا بد من تقديم الموعد الذي كان يوم 9 أيار القادم من العام القادم 2013 م.
...وصلت في الموعد المحد لأنتظر. أنتظر الحصول على الملف الطبي ...
أستلم الملف بعد طول انتظار فأوصله إلى السكرتارية التي ستقدمه إلى فاحص النظر، وأنتظر...
ينادي الفاحص بعد طول انتظار . ينهي فحصه ويقول لي : انتظر، فأنتظر.
انتظار متواصل يتخلله إجراءات بسيطة سريعة.
انتظار يقتل الأعصاب ، ويضعني في دائرة التفكير والتخيل، والأسئلة....
أدخل غرفة الطبيب بعد طول انتظار ليرسلني إلى السكرتارية المختصة بحجز المواعيد وتحديدها، وهناك ينتظرني الانتظار، فأنتظر....
إلى متى سأنتظر كل هذا الانتظار...
السكرتيرة تحدد لي موعدا جديدا للمراجعة هو يوم 16 كانون الثاني القادم.
أشعر بأن انتظاري قد أثمر، فبدلا من يوم 9 أيار، ها أنا سأراجع يوم 16 كانون الثاني...
الأن يتوجب عليّ انتظار يوم 16 كانون الثاني الذي سيتحدد فيه موعد آخر سأنتظره لعلّي أعود أقرأ كما كنت، وأرى كما كنت.
الآن أقرأ بصعوبة بالغة، وأكتب بمثلها..
سأنتظر....
ما أضيق العيش لولا فسحة (الانتظار)!!
أعود بعد الظهر (ظافرا) بتقديم موعد الانتظار. أعود لأنتظر الساعة الخامسة حيث ستقيم مجموعة الأدب الشبابي (دواة على السور) نشاطها الختامي للعام الحالي في دار (إسعاف النشاشيبي) بعنوان( الوطن في الشعر الفلسطيني) ضمن سلسلة (الوطن والقلم).
سأنتظر الموعد. سأنتظر تفكيك العنوان الكبير وتحليله...
سأنتظر حتى يعجز الانتظار عن انتظاري...
في اللقاء الذي أعدّت له الكاتبتان (مروة السيوري) و(نسب أديب حسين) إعدادا جيدا حضرت مراحل الأدب الفلسطيني منذ بدايات القرن الماضي حتى اليوم مرورا بأثر (أوسلو) على الشعر والمقاومة في الأدب.
الرجوع إلى نبض الكلمة يحيي الهمم دائما وإن غطى الضباب زهر الاقحوان.
الحلم لا يكسر.
الحلم ينتظر أبناءه.
سأنتظر...هناك من ينتظر منذ خمسة وستين عاما.
سأنتظر...