اللغة حين تبكي...
إبراهيم جوهر - القدس
(الحمد لله) حين تستخدم في غير مكانها، بعيدا عن روح المعنى، تصير اللغة مفرّغة من مضمونها وأحاسيسها، وتشير إلى(عهر) قائلها!!
هل يصح أن تقال الجملة في موقف استقبال جثمان؟! الحمد لله (لأنه أماته فأراحنا...)
ثقافة انسلاخ عن القيم الإنسانية ابتداء، مرورا بالوطنية، وانتهاء بالضياع الإنساني ذي الصبغة الأنانية الحيوانية المفرطة...
الحمد لله....
كم أشعر بمرارة الكلمات! كم أرثي حال المؤمنين بأنانيتهم..
الحمد لله ( سأعود مبكرا بسبب الحداد العام الذي سيعقب موت الرجل!!
الحمد لله....!)
الله لا يرضى أن يكون حمده في ما يغضبه.
بعد الظهر أمضيت وقتي مع (أحلام مستغانمي) وأسودها ذي اللغة البليغة .
قرأت الحركة الأولى وعشت مع شخصياتها وتنفست لغتها ووقفت عند أفكارها... بقي أمامي حياة أخرى وموت آخر ولغة أخرى باقية في الصفحات المتبقية.
ثقافة غريبة بدأت ألمس رائحتها النتنة! وأشمّ مسلكياتها وأفعال حامليها؛ عدم إحساس بالهمّ العام، وعدم دراية بما يدور في البيئة ، وابتعاد عن لغة الحياة الحقيقية.
أضع يدي على قلبي.
(الحمد لله) على مصائب الناس حين تصير فوائد ذاتية كريهة!
ثقافة اللاانتماء،
أحاسيس متبلّدة،
هناك نافذة عامرة بالأمل ، فالنار تكمن تحت الرماد.
سأتفاءل.