الباب الموارب
الباب الموارب
إبراهيم جوهر
صباح بلا دم في غزة هذا الصباح؛ باتت ليلة أمس على فرح وأمل مفتوح على المستقبل. تابعت مشاهد الاحتفال والفرح ففرحت لفرح الناس.
أعجب لقدرة الناس هناك على الفرح، والحزن، والبكاء، والصمود.
أسأل : كيف لهم هذه القدرة العجيبة على فعل الحياة؟
من علّم الطفل الخوف والغناء؟
سحرا، لم ينهض الحيّ بعد، أغوص في التأمل؛ أتأمل الطبيعة، ثم الفجر، والشمس، والغيوم، وحركة الشاحنات، ومسير الطلبة إلى المدارس...
لا تنعكس الأمور بالدرجة ذاتها على الناس ؛ هناك من ينفعل، ومن يدرك، ومن لا يدري ولا يتابع فلا يعلم أنه لا يعلم...كلما وسّعت دائرة حواري، واستماعي، ومتابعتي لاهتمامات الناس تباينت رؤيتي وحارت فكرتي...
ثقافة جديدة بدأت أنتبه لانتشارها وشيوعها بين الأجيال الشابة ؛ لا مبالاة بالمفهوم التقليدي، وأنانية طاغية، وثقافة السوق الاستهلاكية التي لا تقيم وزنا للقضايا العامة.
أتابع أنشطة المجموعات الشبابية من بعيد؛ من الخارج فأرتاح، وأطمئن، وأتفاءل...لكني بت أخشى الثقافة الشكلية التي تهتم بالصورة والخبر أكثر من المضمون والرسالة والتربية...تلك (أنشطة رفع العتب المؤنجزة) تضر أكثر مما تبني.
(هل تبدلت المفاهيم؟
هل أحمل فهما خاصا؟ هل أحلم؟
أتوه في (الجديد) الوافد وهو يأخذ مكانته في ثقافة مجتمعنا؛ بشبابه المتخرج من الجامعات، والموظف في المؤسسات...)
التأمل على الشرفة يصدم أحيانا أكثر مما يفتح آفاق الحلم والحياة.
تحاصرني الأسئلة، وأصدم بواقع أعيشه بإحساس رهيف ذي أجنحة أدري أنها أحيانا تطلب (لبن العصفور)!!
هذا المساء لا ندوة أسبوعية لنا؛ لا لقاء. أشعر بفقد عادة اعتدتها منذ سنوات طويلة وبعيدة؛ كان من المقرر أن تكون مجموعتنا الأسبوعية ضيفا على نشاط شبابي في جبل المكبر احتفالا بالثقافة والأصالة ، ودعوة لانتهاج سبيل العلم والمعرفة والاحترام. الحرب أوقفت النشاط. وأرجأته إلى حين لاحق.
الليلة أنا (حر)!! وقتي في يدي؛ سأقوم بالزيارات الاجتماعية التي أرجأها المرض، وقلة الوقت، والحرب.
في زمن المفاجآت لا غرابة أن يفاجئنا الشباب بكل جديد ذي انتماء وجمال وأصالة؛ فلأبق الباب مواربا...سأبقيه فعلا. لكن (باب ليلى علوي) يفتح مصراعيه في انتظار من يلج...