حرب وسبت وأعصاب
حرب وسبت وأعصاب
إبراهيم جوهر
صباح الغيوم ورائحة المطر وهو ينمو في رحم الأرض.
شرفتي وقهوتي وسجائري ، وأنا في الفجر ؛ عليّ تغيير عاداتي والاستعداد للتكيف مع الطقس الجديد. أمس وصلتني رسالة المشفى التي تحدد موعد إجراء العملية للعين اليمنى. اختاروا يوم 9 /5 موعدا؛ الموعد بعيد، والتاريخ له معان وذاكرة.
...دون قصدية وجدت نفسي أتصرف بانفعال ! هل للرسالة دور؟ أبحث عن أسباب ظاهرة ...
السبت هادئ، كما غيره من السبوت، بعدما (تسبتت) أيامنا وبرامجنا؛ فلا حركة نشاط تعلن بدء الحياة العملية . فاليوم سبت.
لا حركة سوى حركة الطلبة إلى مدارسهم. المدارس ما زالت تحترم عطلة يومي الجمعة والأحد،
مؤخرا اعتاد طلاب المدرسة الثانوية القريبة التجمع على مدخل الشارع الموصل إلى منزلي، والمخرج منه في انتظار وقت بدء الدوام المدرسي...في الأيام الأخيرة بدأ عدد المتجمعين يزداد ويشكل إزعاجا للمنازل القريبة وإعاقة لحركة السير.
مدارس المقاولات بمتعهديها حملت العبء القانوني والإنساني عن المؤسسة الرسمية. لا يهم المستوى التعليمي!
لا يهم صلاحية البناء القائم ومدى استيعابه!
لا يهم هل يوجد ساحة تستوعب الطلاب أم لا !!
المهم التخلص من العبء المتزايد وإلقائه في وجه أهله!!!
المهم الكسب المادي للمقاول التربوي!!
تسلّع التعليم ففسد النشء.
من يسأل؟ من يتابع؟
السبت ...
اتصل صديقي (محمد خليل عليان) صباحا يسأل عن مصير النشاط المتفق عليه في جامعة الاستقلال في أريحا، إذ من المقرر أن تستضيف الجامعة برغبة من رئيسها المهني المخلص لمهنته وثقافته(الدكتور تيسير عبدالله) ندوتنا في نقاش ثقافي ...النشاط تم تأجيله بفعل الحرب ،أيضا.
الحرب لها ذيول دائما. ذيول الحرب تبدأ معها، وبعدها؛ ألغيت أنشطة ، وتعمقت آثار نفسية سيلحظها المختصون بعد حين، إن لم يلحظوها بعد...
الحرب تأكل كما النار فلا تشبع؛ نار الحرب تقتل الحياة والروح ...
الحرب حرب ؛ لا استقرار ولا هدوء ولا تخطيط في الحرب.
هل حرارة الكلمات تكفي للتعبير عن روحها؟!
للكلمات حرارة. المسوها وقدّروها.
سأقول لطلبة الكتابة الإبداعية انتبهوا لحرارة الكلمات...هناك حرارة للكلمة؛ جسّوها وستعرفون. احملوا (ميزان حرارة) وقيسوا حرارة الكلمات، ولتكن كلماتكم حارة، نابضة، عامرة بالحياة.
اكتبوا بحرارة إحساسكم.