حوار السماء والأرض
حوار السماء والأرض
إبراهيم جوهر
يوم شات هو يوم الجمعة. خيوط المطر تواصلت منذ السابعة صباحا حتى بعد الظهر بقليل.
خرجت بين الحين والآخر أستطلع ، وأنظر، وأتخيل، وأجتهد...مع صوت القطرات الساحر وحركة الهطول تأتي الكلمات بحرارة وتتدفق المشاعر وتحضر الذكريات.
ماذا تقول السماء للأرض؟
ماذا تقول الأرض للسماء؟
أحاول فهم لغة المطر والأرض؛ أحتسي قهوتي وأنا أستظل مظلة جزئية أمام المنزل.
(القبة المطرية) تنزل الخير والماء والحياة على الأرض، والناس.
قبل بدء قبة المطر بالعمل النشط عددت أربع طائرات مدنية تنقل المسافرين إلى المدينة الجنوبية قبالة (العقبة ) الأردنية.
المدينة كانت تدعى (أم الرشراش) واليوم صارت تعرف باسمها الجديد (إيلات) . مسار الخط الجوي إلى مطار المدينة يمر فوق منزلي...المسار والطائرة المحملة بالحالمين الباحثين عن دفء المدينة وملاهيها يذكّرني دائما بتلك السنة أواسط الستينات (1965 م.) حين سافر أخي (عبدالله) للمرة الأولى إلى القاهرة ليكمل تعليمه الجامعي . وقتها أقلعت الطائرة من مطار القدس (قلنديا) ومرت من فوق المنزل....ولوّحت الأيادي مودّعة بدموع لم تعتد الفراق. من مكان شرفتي الحالية وقفنا ننتظر مرور الطائرة ، ولوّحت الأيدي وقتها...هل درت الطائرة ومن فيها بالملوّحين؟!
اليوم رصدت أربع طائرات مرت من المسار نفسه...
المطر يسير في مساره ؛ من السماء إلى الأرض . لا أفهم لغة المطر، لكني أخمّنها.
لا أفهم لغة الطائرات لكني أميزها.
مطر وطائرات ولغة تتراوح حرارتها بين بين.