طعم حزني أحلى
إبراهيم جوهر - القدس
تلك المرأة- الوردة،
حضرت اليوم دون سابق إنذار. كان لحضورها معنى الأصالة، والمسؤولية، والفرح. ذلك الغائب عن مائدتي وساحتي، الفرح الذي يهرب مني كلما حاولت الاقتراب منه.
اليوم حضرت تلك المرأة-القنبلة دون سابق إنذار، وكان لحضورها معنى التفجر والثقة.
فجر اليوم هادئ بارد ملغّز؛ أنتظر بزوغ الشمس وسط الهدوء لكنها تتأخر؛ تأخرت الشمس في البروز إلى ساحة الدنيا المطلة عليّ بفعل غيوم حجبتها. أبهرني منظر الغيوم وهي تعكس الأشعة الذهبية النارية التي شكّلت لوحة الغيم والنار .
في الأفق الشرقي لوحة نارية وشمس وغيوم. تأملت اللوحة مليّا بإعجاب وتعجب. تلك اللوحة الطبيعية في سماء تشرف على الدنيا وما فيها.
ازدادت حيرتي وأنا أسعى للتفسير والتأويل. لا أدري أهي رسائل غامضة؟ أم حركات طبيعة طبيعية ؟!
يومي مرهق وأنا مرهق؛ ترهقني الأفكار والأخبار .
في زحمة اليوم حضرت تلك المرأة- التفاحة. جاءت لتقول: أبحث عنك، أتيت خصيصا لأقول لك : لماذا هذا الحزن والتشاؤم؟؟
واصلت تدفقها : منذ فترة أنا أستمع لأم كلثوم ، وشعاري قول أبي الطيب المتنبي :
(فنحن في جذل، والروم في وجل، والبرّ في شغل، والبحر في خجل)
تلك المرأة- الخروب؛ لون الأرض ونكهتها، تحمل شعار أبي الطيب ، وتسمع أم كلثوم، وتلومني لنغمة الحزن والشكوى. هي نفسها التي وجدت حلا للتمفصل فانسجمت مع ذاتها وتصالحت.
تلك المرأة-أم سعد المعاصرة، كانت اليوم للحظات تشدّ من أزري، وتلومني، وتفتح أمامي بوابات الأمل، والفرح، والمستقبل.....
(أم المجد) شكرا. شكرا لا تكفي لوعيك، وغيرتك، وغيريّتك، وأصالتك...شكرا (ولكن طعم حزني أقرب، وأحلى!!!)
غيوم النار الصباحية سرعان ما اختفت صباح اليوم.
تلك المرأة-الأرض لم تقنعني!
سأواصل ذرف دمع الكلمات، وتضميد جراح الروح (إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا).