غسيل وقصص ومطر

غسيل وقصص ومطر

إبراهيم جوهر - القدس

"اللهم اغسله بماء وثلج وبرد، ونقّه من الخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الدّنس..."

دعاء استحضرته مع حبات البرد الصغيرة سريعة الذوبان، وقطرات المطر المتواصلة، وموجات الرياح القوية.

اللهم اغسله...

( الضمير يعود للمقصود المضمر، إليه يكون الدعاء . هو المقصود بالدعاء)

نهار شات من نهارات الشتاء الحقيقي.

استشهدت بقصة ابن سيدنا (نوح) عليه السلام في نقاش عابر. القصة فيها تعزية للآباء بلا شك.

حضرت امرأة نوح وامرأة لوط سريعا في النقاش...

(تنشط الذاكرة القصصية في الأيام الشاتية)

في جبل الزيتون كانت حركة الرياح أشد وأقوى؛ الجبل الأعلى من بين جبال القدس كان اليوم يدعو لاقحوانته الأليفة : ( اللهم نقّها من الخطايا ...اللهم اغسلها بماء وثلج وبرد).

عند الواحدة بعد الظهر كان اجتماع لطاقم العاملين في مركز الموهوبين؛ البرنامج غير العادي يكون لقاؤه غير عادي؛ مع قليل من الطعام كانت الآراء والاقتراحات ، وكانت الروح متوثبة والهمم عالية . لا أجمل من العطاء لمن هو مستعد لتقبّل العطاء. المديرة الشابة تتدفق حماسة وانتماء ، وأعضاء الطاقم بادروا للتبرع بالطعام؛ تعاون، ودفء، وطموح. النهار شات وصوت الرياح يعزف ويحكي. الجبل هنا يناجي المدينة بفرح.

اليوم شعرت بأنني لن أستطيع حمل (العنزة الثانية)!! سأكتفي بالأولى وحدها مع ملحقاتها! لن أذهب إلى موعد اجتماع مجلس الأمناء إذا، يكفيني ضغط المهمات .

السماء تواصل معانقة الأرض بخيوط من حب ومطر.

الهواء يواصل حركته وغناءه.

اللهم اغسل....

تأتي القصص على بوابة الذاكرة دون استئذان؛

( جاء إخوة يوسف على قميصه بدم كذب وقالوا: أكله الذئب...بكى الأخوة حينها لتصدق الرواية الكاذبة ، وما كل بكاء يعبّر عن صدق المشاعر...)

لماذا "قتلتم" يوسف يا أيها القتلة؟

لماذا تركتم الاقحوان وحيدا؟

اللهم اغسل...