عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ

صابر بن حيران

مواطن من البصرة التي فقدت البصر والبصيرة

رحم الله المواطن أحمد أبو الطيب المتنبي على هذه القصيدة الخالدة التي عبر فيها عن همومنا وقسوة الأيام علينا, أنا شخصيا عندما يقولون لي (عيد مبارك) ارتبك, وأصاب بالإحباط, ولا أجد الكلمات اللائقة حتى أجيبهم عن شيء أنا غير مقتنع به. . .

لا أثر للعيد هنا, ولا مكان للسعيد بيننا, وكل القصة وما فيها إننا نعيش آخر أيامنا في لولب مظلم يدور بنا نحو محطات الضياع. .

لا طعم للحياة في بلد لا يعرف الهدوء ولا الاستقرار, ولا مكان للمواطن البسيط المسالم (سعيد) أو (أسعد) أو (سعدون) أو (مسعد) في بحر لجي متلاطم الأمواج تبتلع فيه الحيتان الكبيرة آلاف الأطنان من الأسماك الصغيرة. .

حتى الكتابة عن سوء أحوالنا لم تعد تجدي نفعاً بعد أن فقدت كلماتنا طعم الحياة في واقع ميئوس من إصلاحه, فإلى الله المشتكى, وإليه نرفع الدعاء في العيد الذي فقد سعادته إلى الأبد. . . .