في الحرم المكي

لؤي ابو البراء

عقب صلاة الظهر في الحرم المكي وكالعادة تتم الصلاة على من أدركته المنية ..... ولكن لاول مرة  في حياتي أرى احدهم مكشوف  الرأس ... والحكمة في ذلك  لانه مات محرما ، ومن مات محرما لا يغطى رأسه ....!!!

هنيئا له لقد أقبل على الله سبحانه وتعالى ملبيا،  فقضى أجله وهو محرما في هذه الايام الفضيلة ... 

هنيئا له ... سوف يحشر ملبيا ... سوف يلقى الله ملبيا .. هنيئا له ... ونسأل الله له القبول ...

وتذكرت في هذه اللحظة من أكرمهم الله بالجهاد في بلدنا الحبيبة سوريا وأنا هنا في مكة في الحرم المكي  في أطهر بقاع الارض والصلاة هنا في الحرم تعدل مائة الف صلاة  تذكرتهم وهذا ما حفظته عن شيخي أبو النصر  رحمه الله ، نعم تذكرت  ابطال الشام وهو يقولون لنا :

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا * لعلمت أنك في العبادة تلعب

من كان يخضب خده بدموعه * فنحورنا بدمائنا تتخضب

أو كان يتعب خيله في باطل * فخيولنا يوم الصبيحة تتعب

ريح العبير لكم ونحن عبيرنا * رهج السنابك والغبار الأطيب

ولقد أتانا من مقال نبينا * قول صحيح صادق لا يكذب

لا يستوي غبَّار خيل اللّه في * أنف امرىء ودخان نار تلهب

هذا كتاب اللّه ينطق بيننا * ليس الشهيد بميت لا يكذب

تذكرت كلمة لشيخنا  حيث قال وأحفظ كلماته الى  الآن "   أنه في الاثر الصالح والتراجم كان يكتب فلان قد رابط في سبيل الله عشرة أيام او اسبوعين لما في ذلك في اجر الرباط والجهاد من مرتبة رفيعة عالية ... قد قالها لنا صريحة هنيئا لمن اكرمه الله بالجهاد والرباط في سبيل الله  فهذه المنحة  من الجهاد والرباط لا تعطى الا لمن اصطفاه الله سبحانه وتعالى لذلك ... "

هنيئا لمن اكرمه الله بالجهاد والرباط في سبيل الله وكان صادقا بها بعيدا عن السجال والرياء ... لأن اول من تسعر به النار هو أحد الثلاثة وهو المجاهد في سبيل الله .... نسال الله المغفرة ...

هنيئا الف مرة لابطال سوريا الحبيبة الذين يصنعون التاريخ ببطولاتهم ويرغمون العالم على طلبهم الحرية ...  هنيئا لمن يحمون الشعب بتضحياتهم ... هنيئا لهم ..

وقفت متجها الى باب الكعبة  أمام الملتزم وسالت الله الفرج لاهلنا في سوريا والهلاك لطاغية الشام واعوانه ومن والاه وأعانه على الظلم ...

سألت الله من أمام الملتزم ان يحقن الدماء في شامنا ...

سألت الله أن يحفظ الصالح " عبد الكريم الصالح " القائد المتواضع  وكذلك الأعلامي البطل " أحمد زيدان " وان يكرمني الله بلقائهما لأطبع على جبينيهما قبلة احترام وتقدير لما يقومان  به من عمل أعجز عن وصفه ....

سألت الله أن يحفظ الجندي المخلص المجهول  وان يجزل لهم العطاء

أين نحن منهم .... أين نحن منهم ... وليس لها من دون الله كاشفة ومالنا غيرك ياالله