زفرة
زفرة
د. طارق باكير
جامعة الباحة
أيها العالم :
أيها العالم المتنفذ المتحكم .. الحريص الشفوق على حقوق المرأة والطفل والإنسان والحيوان والطبيعة والآثار .. التي تروق لك ، وتخصك أنت فحسب !
أيها العالم الحر السيد .. المعادي للعنف والإرهاب والتمييز العنصري .. الذي يروق لك ، ويطالك أنت فحسب !
أيها العالم الآمن .. الحريص على الأمن والسلم والسلام العالمي ..لأمنك وسلامتك أنت فحسب!
إلى متى تبقى ساكتا لاهيا لا مباليا بقصف المدن والقرى والأحياء بالطائرات الحربية والمدافع – أيها العالم - وقد علمت أن في سورية حاكما وعصابات تعمل على إبادة شعب بروح عنصرية طائفية ، وترتكب المجازر الجماعية في كل بلد وفي كل يوم بأيد عنصرية طائفية .. وعلمت بنزوح الملايين من النساء والأطفال والشيوخ من وطنهم بأيد عنصرية طائفية ، إلى الدول المجاورة والبعيدة .. تجنبا للقصف والقتل والذبح والسجن والتنكيل .. حتى ضاقت بهم الدول ذرعا ؟
أيها العالم الحريص على العدالة وتطبيق القانون الدولي على الأمم والشعوب .. متى ستصحو ، ومتى يستيقظ ضميرك الإنساني ، ومتى ستبادر .. وأنت تستطيع أن توقف المأساة العنصرية الطائفية بكلمة حاسمة واحدة منك !
أيها العالم : سيتذكر شعب سورية دائما ، أنك كنت شريكا في المأساة الفظيعة ، وحرب الإبادة العنصرية الطائفية التي يتعرض لها ، لتدمير شعب طامح أبي عزيز كريم .. لأنه لا يروق لك هكذا شعب .. لأنك حاقد – أيها العالم - لأنك عدو للحرية والتحرر والكرامة الإنسانية – أيها العالم - فكيف تتوقع أن يكون رد شعب سورية عليك ، بعد أن يدفع الثمن الباهظ من أجل تحرره ، وينال حريته وكرامته رغما عنك – أيها العالم - ؟!