لا تنتظرها
عبير محمود عليان زايد
لا تنتظرها . فهي لن تأتيك يوما ...... إن كانت امرأة أو أمنية أو لحن أغنية عزفت على شفتين كشقائق النعمان .أو حتى مطلع فجر وردي كوجنتي عاشق ولهان تغللته البرودة بعد الحماس فغدا كصقيع البراري المُحتَضِر...لا تنتظرها ..درويشُ يا لحن قيثارة . فالانتظار يعقبه الاحتضار ...
إن شئت أن تأتيك يوماً فاغدو كمن يستقي من دوالي العنب خمرأً، حتى لا تستمر في رؤية أنسجة العناكب اللامعة بين الاشجار الحرجية خيوط كمنجةٍ فضية لها وقع موسيقي عذب .
كي تأتيك أجثو غائباً عن كل شيء .حينها ستأتي راقصة تحت شفق شتاء أرجواني يغمر البقاع الثلجية .... ستأتيك من بعيد جدا تلمع كنجمة مسائية مرسلة وميضاً عظيماً يشبه بريق اللآلئ.
وقتها ... ستدرك ياصديقي اهتياج النبضات الخفية تحت أديم تربتنا ..وستنتقل إليك عدوى الفرح بإطلالة الربيع ... ذاك الربيع الذي لا بد أن يأتي متلألأً بوميض خفي باهت ....... وقتها سترتعش أنفاسك بلمسة يدها التي ستأخذك بغيبوبة على درب نديّ، ستبدو لك كملكة ثلج تتشح ببياض غامض تحت ضوء القمر . بينما تُقَبِّلُها مسلما لها روحك الشاعرية ، ستدرك حتما ان انتظارك لها ما كان سوى أحاديثا طفولية . لأنها دنيا غلبها طبعها مهما خادعتنا بابتسامة متوارية .........