الدسم المسروق !!
إبراهيم جوهر - القدس
تزاحمت الأفكار وهي تتسابق للخروج من عنق الفكرة إلى بياض الصفحة ؛
( مرق ، وخرق ، وحلق ! انتهى وقت ( المرق ) .
عقوق الوالدين ، والوطن ! عقوق كلها وإن كانت ( عقوق عن عقوق تفرق يا بن العم ).
من انتزع (الدسم) من وزاراتنا ؟! ولماذا ؟ وإلام ؟ ).
انتهى الثلث الأول من شهر رمضان الذي قيل فيه : ( أوّله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار ). الثلث الأول ( ثلث الرحمة ) انتهى اليوم .
أحد الخطباء من هواة السجع وصّف حال الناس في رمضان بقوله : ( صار أوله مرق ، وأوسطه خرق ، وآخره حلق ) وهو يشير إلى الاهتمام المبالغ فيه بالطعام ، والملابس ، وكعك العيد !
في استراحة ( صلاة التراويح ) هذا الليل تحدث الشيخ عن عقوق الوالدين وأتى بقصص وشواهد .
( من يحمي الوطن ممن يعقّونه ؟ من يحميه ممن يعقرونه ؟!)
في طريق عودتي إلى منزلي سيرا على الأقدام ، والخيال المحلّق في فضاء الليل المضاء بالحركة ، والهواء العليل ، وأنفاس الناس لحق بي الفنان ( كامل الباشا ) الذي لاحظ شرودي في عالمي الخاص ...
( كامل ) كتب أمس حول تكريم رابطة الفنانين المسرحيين لعدد من أعضائها ، وانتقد دور وزارة الثقافة الغائب عن الأنشطة بقوله : وزارة منزوعة الدسم .
وزاراتنا منزوعة الدسم !
أفعالنا منزوعة التأثير !
جهودنا منزوعة الوحدة والتنسيق والوفاء !
من يعيد إلينا زخم أعمالنا ؟ من يعيد إلينا ( دسمنا ) المسروق ؟
كنت قررت أن أكتب في حائط يومية اليوم : لا جديد . لكني استذكرت مقولة ذاك الفيلسوف الذي قال : لا يوجد لي مؤخرة كمؤخرة الثور لأديرها لآلام الناس ..