رموز وسأسأة ضياع
إبراهيم جوهر - القدس
في ( شارع سمسم ) سمعت اليوم للمرة الأولى مصطلح (الأرض المسأسئة) فعادت ذاكرتي سريعا إلى قصيدة أحببتها للشاعر الشهير ( أحمد فؤاد نجم ) "بلدي وحبيبتي" ، ومما جاء فيها : " ... يا نسيم الصبح اللي سأسأ فوق خدودي الدبلانين ..." . وقتها ظننت المصطلح خاصا باللهجة المصرية الناعمة ؛ فالسأسأة لفظ فيه تتوالى السين والهمزة باحترام وترتيب ! وهو يعني المضمّخ بالماء ؛ المروي بماء زائد .
سأسأ ...
لم أشأ المرور بسلام من حارة المصطلح فوجدتني أبحث عن حالنا (المسأسئ) في القدس . وهي سأسأة بغير ماء . سأسأة بالهموم والمشكلات والانفلات !
اليوم نشر (نبيل حمودة) الجزء الثاني من مقالته بعنوان : (أيها المقدسيون ...احذروا الفتنة حتى لا تستشري بينكم) ، وفيها طالب بتعديل ( الثقافة السائدة في المجتمع لتصويب مسيرته ) ودعا رجال الدين ومؤسسات المجتمع التربوية والاجتماعية لأخذ دورها في عملية الإصلاح .
باتت المشكلات الاجتماعية تنخر نسيج المجتمع المقدسي مؤخرا بشكل يقلق كل ذي إحساس ...
اليوم صباحا "بشّرتنا" الإذاعة في نشرتها الصباحية بوفاة شاب على خلفية نزاع عائلي .
المشكلات تتسأسأ في القدس ، ولا تجد من يسأسئ في الاتجاه المقابل الإيجابي بعد غياب منظمات العمل السياسي والتنظيمات والمؤسسات الفاعلة بجد بعيدا عن أنشطة رفع العتب ، وحفلات تصوير الأنشطة لتقديمها للداعمين !!
علم مبنى التربية القديم في بيت لحم ما زال يواصل تآكله وشحوبه ؛ اليوم لفت نظري بحزنه وحالة الإهمال المحيطة به . ( قلت لنفسي : حسنا ! انتقلت التربية إلى بناء آخر ، فلماذا تركت العلم وراءها ، وهي "تربية" تدري ماذا يعني احترام الرموز ! )
الإهمال يسأسئ في بلادنا ....
العلم رمز ،
القدس واقع ورمز ،
الإنسان رمز الكرامة الإنسانية فلا يجب تركه للضياع ، والشحوب .