المتعة الحيرى أوان المغتربْ
إحساسات فادحة
فراس حج محمد /فلسطين
ما بالها تلك الظلال القابعات بأنتي لا تنتهي، أَوَلا تحولُ إلى غير الهوى، تُشقي الفؤاد بما ترسب من غبار أو ضباب، يا ليتها كانت حروفي من خشب، يا ليتها كانت تصفف أغنيات الليل أقداراً تنوح على ظلال من طرب.
يا ليت فاتنتي البعيدة تسمع الآه التي سهرت مع الليل الممد في دمي مثل شريان تصلب واضطرب، يا ليت دمعتيَ السخينةَ أنهلت بعض الكؤوس على مسافات الغواية حيث نبض القلب محروم من الضوء المغامر في النصب.
هي في الصبابةِ مثلُ قلبي، هي في مثل المهابة أحلام النبي، هي في الحلاوةِ تشعل الدنيا بآمال الصبي، هي مثلها مثل التماع الفجر في يومٍ تكامل في ابتهالات الأبي، هي وردة فاحت بذكراها على قلبي المجنح قابعا في ريح ليل من شغب.
تأتي إليّ ولا تأتي، وتبعد ثم تكتب جملة نحوية، فيها القواعد دون قاعدة على موج اللغات، تسري مع الشوق الغريب، كما يسري السراب، تنجو من الإحساس، إحساس الهزيمة والغياب، تحثو على رأس المنى جبلا تلظى من تعاويذ الترابْ، قد أسفرت في بعض مكتوب ينزّ بوجده، وجد الحقيقة ما كذب.
لم تخذل الريحُ الجبانُ شقوق قلبي الوامقة، لم تكذب الأحلامُ، يا أخت النجوم الطارقة، لم تنقل الدنيا الصباح إلى دروب شائقة، لم تنتحل رؤياك رؤيا من سطور شاهقة، أنت السماء بوحيها وعبير زهرتها السعيدة والحبب.
الليل فيك سيكتب الشعر الذي أعطى المشاعر شكلها، الفجر فيك سيلبس الأضواء يشرح لونها، سأكون بين النبض نبضا كاتبا أحلى القوافي كي تغني سحرها، سأكون فكرا في جواك على مدى الدرب الطويل بلا انتكاس أو وصب.
المتعةُ الحيرى جنونٌ كالكلام، المتعة الحيرى تموت على طنين من رؤى ذابت على ذاك الصدى، وتنوح بالشكوى من الكفن الحرام، المتعة الحيرى زمان شذّ في الآماد مقطوع الحنين إلى حنين لا يقاوم بالسلام، المتعة الحيرى تعيد الكون فوضاه، ومات الانتظامُ، وشكل المستطيل خواء هندسة القتام، فالمتعة الحيرى أوان المغترب!!