حمراء لونك سوريتي
حمراء لونك سوريتي
رانيا زيزان
وقفت فتاة على شرفة بيتها ونظرت إلى الحديقة القريبة من منزلها فرأت الحديقة الجميلة حمراء لا خضراء....
نظرت الى الجهة اليمنى حيث الدكان الذي كان يبيع فيه ما تحبه من شيبس وعصير وشوكولاته فوجدته مهدما كأنه كومٌ من الحجارة....
ثم نظرت الى الجهة اليسرى حيث المسجد فإذا بها تصرخ لأنها لم تجد المسجد،،، فجلست تتذكر ماذا كان هنا كي تتأكد من نفسها، فتذكرت انه كان هنا مسجدٌ، وكانت تصلي فيه التراويح في رمضان.
المسجد صار كوماً من الحجارة، ولكنه ترك ذكريات جميلة.
ثم نظرت إلى أسفل الشرفة فوجدت الشارع ملطخاً باللون الأحمر، فقالت لنفسها:
"هل لأنني اعشق هذا اللون "الأحمر" فأرى كل ما حولي لونه أحمر؟؟
دخلت منزلها مسرعة إلى غرفة أخيها لتسأله عن سرّ اللون الأحمر.. ولكن أين أخي؟
لماذا ليس بغرفته؟
بحثت عنه في المنزل غرفة غرفة وهي تصيح:
-أين أخي؟ أين أخي؟
لم تجده قررت أن تنزل إلى الشارع لتبحث عنه
ارتدت حجابها وإذا بها تسمع أصواتاً غريبة في الخارج، اعتقدت في البداية أن هذا الصوت صوت الألعاب النارية
ذهبت إلى الشرفة لتستطلع الأمر..
ولكنها ما إن فتحت باب الشرفة حتى سقطت أرضاً
في هذه اللحظة التقت بأخيها فجأة، نظرت إليه بدهشة ثم سألته:
-لماذا كل شيء أراه أحمر اللون، ولكن.. ولكن.. حتى أنت ملطخ بالأحمر؟ أين نحن؟ لماذا أرى كل شيء أحمر؟ الحديقة حمراء، والشارع أحمر، ودكان جارنا لم اعرفه، حتى المسجد القريب من منزلنا لم أجده.. وأنت أيضاً قد تلونت بلون أحمر.....
يا إلهي لماذا أشاهد اللون الأحمر بكثرة هل لأنني أعشق اللون الأحمر؟
صرت أكره اللون الأحمر، لن أرتدي الأحمر مرة أخرى، لن أرتديه..
فأجابها أخوها قائلاً:
-ولكنك أنت أيضاً يا حبيبتي ترتدين اللون الأحمر...
وحتى حبيبتي سوريا اليوم حمراء لونها، ذكي رائحتها، مسك صيتها،
وهذا كله من دم شهدائها الذين رووا أرضها الحبيبة بدمائهم الطاهرة...
ولكن.. لا تحزني يا أُخيّتي.. صديقاتك وأصدقائي سيرونها خضراء بإذن الله قريباً؛ لأنها ستنهض من جديد، بعد زوال الطاغية المجرم بشار.. وستصبح سوريا حرة خضراء بهمّة شعبها، وسيذكرونا ولن ينسونا، فنحن حمزة الخطيب.. وطل الملوحي.. وثامر الشرعي وهاجر الخطيب و.. و ... و ....