الصدق والسبت في العاصمة
الصدق والسبت في العاصمة
إبراهيم جوهر - القدس
يوم ضبط التوقيت هذا اليوم !
الأفراح ، الاحتفالات ، المناسبات ، الصلحات ، المواعيد الاجتماعية ، الاجتماعات ، العطوات والفزعات . ويوم التسكع ! دخل ( السبت ) توقيتنا حتى بتنا نبرمج أنشطتنا وفق إيقاعه الخاص !
تسبّتنا ! تسبّتت مواعيدنا !
بدأ يومي بشمسه الحارة . راقبت تغريد طيور الحي ، وصياح الديكة وأنا مهموم بكومة الدفاتر المنتظرة قلمي الأحمر . سأصحح عددا من الدفاتر التي تحمل إجابات الطلبة للامتحانات النهائية . باتت مهمة التصحيح تعني هما آخر من شأنه أن يرفع الضغط ! ويسبب ( الديسك ) !
استحضرت ( ابراهيم طوقان ) وأقدمت على العمل .
عصر اليوم عاد وفد العائلة من الأردن بعد حضور حفل تخريج ولدي ( رئاس) بشهادة ( دكتور صيدلي ) . قبل ست سنوات غادرنا بخطى وجلة ، وأودعناه لله وثقتنا بهمته العالية .
( كيف تمر السنوات بهذه السرعة ؟!! )
الشاعرة ( حنين أحمد ) زميلته في الجامعة لاحقتني بكلماتها الصادقة وهي تحثني على الحضور إلى مدينة ( إربد ) حيث جامعة العلوم والتكنولوجيا ، وكان بيننا كلمات ، ودموع ، وأعذار ... ليتني كنت هناك بجسدي ! ظننت أن روحي المحلقة في فضاء المكان والمناسبة تكفي !
( أحيانا نتخذ قراراتنا ثم نندم عليها ) . من الجيد الاعتراف . الاعتراف جرأة .
اتصل صديقي ( عمر كنانة ) سائلا عن إعراب بيت الشعر : ( من يهن يسهل الهوان عليه / ما لجرح بميت إيلام ) .
( كيف تلتقي المعاني بغير تخطيط ؟!! أعرف أن الرجل نوى السؤال فقط ، وأنني أنا الذي أسوق الكلمات لأدخلها إلى حظيرتي ) !
... ما لجرح بميت إيلام .
المخرجة التلفزيونية ( سلوى أبو لبدة ) اتصلت لتنسيق موعد للقاء تلفزيوني بخصوص هذه اليوميات بعد قراءتها ليومية ( الجميلة وزهرة الأقحوان ) .
اتفقنا على لقاء ليوم السبت القادم ؛ ماذا ستسأل ؟ ماذا سأقول ؟
سأنتظر يوم السبت لعلّي أجد جديدا في التوجه الإعلامي يتحسس الجديد وهو يتلمس نبض القدس والإنسان .
أعراس في بلدتي ، وأسير أمضى خمس سنوات ( ضرغام الفاروق ) . لفت انتباهي التزيين بحبال زينة خاصة للأفراح والاحتفالات ؛ أعلام صغيرة وكبيرة ؛ أعلام الوطن باتت تزيّن مناسباتنا .
أنظر إلى الظاهرة نظرة رضى وإعجاب ، ففيها تربية وتذكير ، وهوية وانتماء ، وإصرار .
أرسلت إليّ زميلتي الودودة ( حنان أبو دلو ) رسالة كانت أرسلتها إلى ( أحمد سلمان – أبي غسان ) الرجل الصادق في حبه لبلده وناسه ، تشكره على إضافتها إلى صفحة ( معلمون تميزوا في بيت صفافا ) في الاحتفال التراثي الذي نظمته ( جمعية سيدات بيت صفافا ) مساء أمس . الصفحة شملتني أيضا . التكريم المعنوي وإشعار المرء بقيمة ما يعمل ويقدّم لفتة طيبة من القائمين على العمل المجتمعي .
( القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية ) تابعت الفكرة في جانب محدد مع صديقي الكاتب ( محمود شقير ) . اتفقنا ، واقترحت ...
( أبو خالد ) لا يحبذ الاحتفالات الاستعراضية المبهرجة ذات الطنين الإعلامي .
بحثت عما كتبه صديقي الغامض ( فالح العطاونة ) بعد تحرر ( ثائر حلاحلة ) من الأسر بعد إضراب قارب الثمانين يوما . ( فالح الودود ) لام نفسه ذات مرة وهو يمد يده في ( طناجر ) الطعام وموائد الولائم بينما ابن صديقه مضرب عن الطعام !
... الصدق يبدأ من النفس .