القدس والأسئلة المكبلة

القدس والأسئلة المكبلة

إبراهيم جوهر - القدس

فجر خادع بصفائه ؛ يخدعني الفجر الصافي الذي لا يواصل صفاء يومه ؛ والصفاء ألوان وأشكال . الصفاء روح ومعنى وواقع ...فهل تراني أحمّل فجر يومي وزر قومي ، ونفسي ؟!!

هادئا ، حالما ، ناعما كان فجر اليوم . تمكنت من رؤية الجبال الشرقية الساحرة ، والبرجين المتطاولين ، والجبال القريبة ، و( جبل المنطار) على وجه الخصوص ؛ هنا كانت ( عاصمة) " عربنا " ذات يوم قبل الاقتراب من سور القدس الجنوبي .

اليوم كانت المسافة بين بلدتي ( جبل المكبر ) والزاوية الجنوبية للسور عامرة بحركة طلبة المدارس في زياراتهم للقدس ؛ فرق ومجموعات من الأعمار جميعها زارت القدس في ( أسبوع القدس 45 ) . أعلام البلدية ، وأعلام زرقاء وبيضاء تعلو الأعمدة والمنعطفات .

( أسبوع توحيد القدس ال 45 ) : التوقيت يختلف ، المعنى يختلف ، ( القدس) تختلف وفق الناظر والمتحدث والمحتفل .

( كانت الفتاة اليهودية " دنيا : تحضر على الموعد عند السابعة ، وكان الراوي يحضر عند الساعة ذاتها ؛ كلاهما يحضران ، كلاهما صادقان ، ولكنهما لا يلتقيان . هي تغادر ، وهو يغادر ...ويبقى الليلك !! )

 

اليوم امتلأ بالمسيرات ، والأعلام ، والفرح .

اليوم امتلأ بالنظرات ، والتنبؤات ، والحزن .

( " دنيا " ساعتها السابعة ، الراوي ساعته السابعة أيضا ...ولكنهما لا يلتقيان )

يوم الأحد ستقام مسيرة الرقص بالأعلام حول سور القدس ، وداخله ...

45 عاما على احتلال القدس .  وفق رزنامتنا المقدسية تحل الذكرى في الخامس من حزيران ... ( كم بقي من أيام ووجع وبكاء ؟ )

 

أطلعني زميلي ( يوسف فتيحة ) اليوم على الكتاب المصوّر للقدس من إصدار جمعية ( برج اللقلق) . صور المكان ، والإنسان ، والذاكرة ، والحلم ، والحيرة ؛ زوايا الالتقاط كانت ذكية ، والصورة معبرة .

( يوسف ) ابن 45 عاما ، كان جنينا حين استشهد والده في الحرب ، فحمل اسمه حين مولده ؛ يوسف يوسف فتيحة .

الآباء يستمرون في أبنائهم . الأبناء لم ينسوا ...

 

في ندوتنا الأسبوعية ( ندوة اليوم السابع ) مساء اليوم حضرت الذكرى ال 45 بحزن ، وحيرة ، وأسئلة ...أسئلة بلا إجابات .

الأسئلة هناك إجاباتها واضحة .

الأسئلة هنا إجاباتها غامضة ، حائرة ، ومكبّلة . الأسئلة تحمل روح السائل وواقعه ...

 

فجر هادئ بخداع . فجر خادع بهدوء .

45 سنة مرت ...كيف ؟

في القدس ازدادت الأعلام ، والجولات ، والرحلات ...

نحن ( !! ) لا نعرف القدس التي يجب أن نعرفها ... لا نعرف القدس التي تعرفنا .

ما العمل ؟؟