النخيل والمقابر
خاطرة حول برنامج تلفزيوني
د. عمر عبد العزيز العاني
استمعت إلى برنامج ( إضاءات ) للإعلامي الشهير تركي الدخيل .. وكان ضيف حلقته الشاعر الشعبي عباس جيجان .. كان مميّزًا – حسب رأيي – بكل المقاييس .. فكانت هذه الخاطرة
===================
عباس جيجان يتوجّع على الوطن في قناة العربية
كانت حلقة يظلّلها جلال الوطن .. وطن الحضارات .. كانت عزفًا بابليًا .. نقلت فيها مراسم التعازي بين دجلة والفرات والهور والجبل
لم يكن تركي الدخيل - في هذه الحلقة - إعلاميًا .. لم يكن عباس جيجان ضيفًا على تلفزيون العربية .. كانا شجنًا يمرّ في دروب نخيل البصرة
كان مصارحة مع الموت الذي يتجوّل في دروب بغداد نحو كرنفال المقابر، كان عزفًا أكديًا يتبع جنازة الحضارة من أمام بوابة عشتار
كانت الحلقة ذاكرة من الوجع اللذيذ، أنصف فيها جيجان النخيل الذي يعاني عطش الحسين .. وعلى ضفاف الرافدين حدثنا عن سماور مقاهي بغداد
مرّ عليهم زمن الخوف والجوع، وإن أسعدهم حظًا من يموت من الضربة الأولى .. ومن تجد أمّه جسده الممزّق في ثلاجات الموتى .. آه يا وطن الحضارات.