نكبتنا فينا باقية

نكبتنا فينا باقية !!

جميل السلحوت

[email protected]

الأربعاء 9 أيار :

نكبتنا فينا باقية !!

بقلم:ابراهيم جوهر-القدس

لا طيور . لا تغريد . لا فرح .

الشمس بدت شاحبة ( عاصبة الجبين ) ؛

أسقط حالتي النفسية وإحساسي بالأشياء على حركة هذا النهار .

هكذا رأيت مسيرته الأبدية هذا الأسبوع ؛ متشائمة ، سوداوية ...أحاول التقاط جزء من تفاؤل أتشبث به ، وأبني عليه ، وأنطلق منه لأرسم أفقا من حلم ...فتصدمني المعطيات اليومية ؛ الطبيعية ، والبشرية على حد سواء !!

هل أخذ مني التعب والوجع مأخذه فأسلمني للحيرة ، والتساؤل ؟!

أم هي الحياة نفسها ... تلك التي عرفت أنها تقول : حذار حذار من فتكي وبطشي ؟!

حذّرت الحياة وهي تقدم دروسها ، وعبرها ولكننا ، كمجموع ، لم نتعظ ، ولم نعتبر ، ولم نتعلم .

( فكّر بغيرك ) قالها درويش ...فصفقنا ! ولم نفكّر بغير ذواتنا !

يصدمني الجو الخماسيني غير المستقر . الخماسين ؛ حرارة وهواء وعرق ونفس ملبدة بالهموم . الهموم تتزاحم على بوابة النفس ؛ (... أبنت الدّهر عندي كل بنت فكيف وصلت أنت من الزحام ؟!! )

أفكّر بذوي الأمعاء الخاوية وهم يواصلون إضرابهم عن لقمة الذل لأجل قليل من كرامة وحقوق افتقدناها نحن في المعتقل الكبير المسيّج بالجدر ، والخوف ، والقلق ، والخنوع ، والذاتية ، والأنانية ، والجبن ، وسوء التقدير ، والتعب ، والأنا المتورّمة حد الانفجار ! أنا (النبوّة) المعجبة بجهلها ...

ما الذي جمع حكومة وحدة (وطنية) إلى جانب نتنياهو ؟

لماذا لا تجتمع وحدة (وطنية) إلى جانب القدس ؟!

تحيرني الأسئلة فأضيع مع رمل الخماسين ، وسخونة الجو ، وأضواء المآذن .

وماذا عن اليوم ؟ لا نهار في اليوم . ليل ، وضباب ورمل ، وحرائق هنا وهناك . ومطافئنا معطلة .

اليوم الثاني من ( أسبوع النكبة) هذا اليوم . أسير في بعض طرق القدس فأرى الكآبة . وأرى الضياع ؛

نكبتنا في الإنسان قائمة تتوالد ، نكبتنا في المكان .

نكبتنا في فهمنا الناقص ، و ( نبوّتنا ) المتواصلة .