ضمير بلا ميم
ضمير بلا ميم
فراس حج محمد /فلسطين
يعلق الناس كثيرا على صحوة الضمير الإنساني المعلق بين الحقيقة والخيال، والمترنح بين العلم والجهل، والمتسكع في جنبات الظلمة، ويسترق النور من بين الأشعة المنكسرة، فتنطفئ الكلمات تسبّح بحمد الخواء المنتظر على محطة التشتت والانتظار، ولكن لا ضمير سوى العدم، أيصحو العدم أيها الخلق؟؟
كيف يمكن أن تخفف من بلواء الضمير الحي الذي تكشفت أعصابه الجارحة، لتلسع لاميسها بكهرباء الحقيقة الصادمة، هل لكم أيها الخلق من قدرة على تحمّل لسعة الجنون لضمير فقد قدرته على الموت؟؟
كثيرة هي الأسئلة المعلقة بأذيال الوهم، تنهال ساطعة كالبرق، وتهدر كالرعد، وتدور حول ضحيتها المبللة بلعاب التشوق لصحوة ضمير فقد انتماءه لحروفه، فلا يدري كيف تكون التهجئة، يحاول أن يتعلم، وفي غمرة شهوة التعليم والتعلم يفقد الضمير ميمه، ليكون جارحا وألما مريرا.
إن تراجع الإنسان عن موقف عاشه بكل جوارحه وجنون مشاعره، لينكص على عقبيه، ويرتدّ مكذبا نفسه في كلمة حب أو حق قالها، لهي وخزة ضمير تعذب الروح بآلام البشرية متجمعة في شكة دبوس، تظل تحزه بهدوء وبألم مبرح، لتترك الجنون لاعبا بأعصاب الخراب، معلنة عن العيش بأرض يباب أقفر من صحراء (T.S. Elliott)، فالحرب ليست عيبا أيها الخلق، ولكن العيب أن نرتد بلا ضمير، أو بضمير تنقصه الميم الجارحة المدورة على كبد الحقيقة.
تدبروا ذلك أيها الخلق، ولا تعولوا على الضمير المنقوص أي أمل، فقد أعطى النقص معنى الموت، فلا ضمير بدون الميم، أيها الحكماء المسالمون!!