سوء الفهم
سوء الفهم
عهد عقيل
يا لها من كلمة بسيطة لكنها تحمل في طياتها الكثير!
سوء الفهم من أعظم مشكلات الإنسانية فلربما أشعلت حروباً وقتلت أنفساً وصار الحبيب عدواً والعدو خليلاً بسبب سوء الفهم ويا لها من كارثة !
الإنسان بطبيعته عجول كما قال الله جل في علاه ( و خلق الإنسان عجولا ) فهو يستعجل الأحداث قبل أوانها ويحكم على الأشياء قبل حدوثها مما يجعله مرتبكاً قلقاً من سوء ماينتظره.
وتأتي عجلته وإستباقه الأحداث مع الناس أيضاً, فتجده يلوم هذا ويتكلم بالشر عن ذاك ويغتاب ثالثاً ويحقد على الرابع بل ويأخذ موقفاً صارماً سلبياً من أحدهم دون أن يعلم أنه على خطأ شنيع!!
لماذا يا أمة الإسلام؟
لماذا يا أمة محمد؟
لماذا يا أمة القرآن وقد أمركم الله في محكم آياته بعدم سوء الظن بقوله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ) .
وربما يتساءل القارئ: وما دخل الظن بسوء الفهم؟
فأجيب: إن سوء الفهم ينتج عنه سوء الظن غالباً.
فلتفكر معي أخي القارئ: لو أسأت فهم شخص بمسألة ما, قد تكون بسيطة أو معقدة ,عاطفية,أو سياسية ..إلخ , فإنك بطبيعة الحال سوف تضع بمخيلتك الشيء السلبي عن الشخص في تلك المسألة وربما تجاوزت الحدود، فاعقل ولا تستعجل الأمور..
عزيزي القارئ
ليس الخطأ أن تسيء الفهم فكلنا بشر وابن آدم خطاء ولكن الخطأ عدم التأكد مما فهمت من ذلك الشخص وإن حدث وكنت على حق فلا يعني أن ذاك الشخص لا يتغير وأن حكمك عليه بالسلبية حكم أبدي لا رحمة ولا براءة منه!!
فكم من العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على الإنسان وعلى طبيعته ، نفسيته ، وحتى على خلقه وطريقة تفكيره..
فكم من فتاة ترعرت في بيت مؤمن يخاف الله نعم ولكن يفتقر لشيء أساسي وهو الحب والحنان، كم من فتى كان في بيئة يعيش فيها سعيداً مرتاح البال وانتقل إلى أخرى فتغير عليه كل شيء..