عمّان
مسلسل الحياة
محمد عميرة – القدس
ما زال شارع حي نزّال على ما كان عليه قبل أكثر من عشرين عاما حين كنت أتوجّه صباحاً إلى الكلية العربيـّة ، لكنّ الياسمينة التي كانت تستقبلني على مفترق بعض طرقاته قد اختفت وأصبح مكانها كرمة عنب ...
كما استبدلت بعض الأمكنة أصحابها من مطاعم وبقـّـالات وحتى أسواق ، والبقـّـالة التي كانت لجدّي أصبحت لجدّ رجل آخر ...
والأطفال أبناء السبع سنين أصبح لهم أطفالا ، والبنفسجة المعشوقة ابنة الخمسة عشر ربيعا أصبحت فروعها معشوقات .
إلا أن مطعم أبو تيسير الشعبي لبيع الفلافل والحمص ظلّ كما كان ، أضفى صموده على حاله أ نســاَ على نفسي لأنني مثله على حالي بالرغم من مرور تلك السنين ، والمعاناة على الجسر كما هي أضفت أ نساً من نوع آخر ، إلا أنني اعتبرتها ضريبة مستحقـّـة للقاء الأهل والأحبـّـة .
حنينٌ من الماضي يناديني بين الفينة والأخرى أ طفـِؤُهُ بزيارة خاطفة لمدينة عمـّان والتي كانت فيلادلفيا ، وكما كانت القدس إيلياء ، فأعود حاملا في قلبي سلاماً وشوقاً من شرقيّ النهر إلى غربيــّه ، وهذا النهر العريق حين أكون فوقه على الجسر ؛ جسر الوصال ... أشعر بمزيج من الفخر والقهر ، الفخر لعبوره والقهر لظروفه ، يجـلـّـلُ ذلك رداء الصبر .
راودتني كلماتٌ من الماضي :
بارك يا مجدُ منازلها والأحبابا *** وازرع بالورد منازلها باباً باباً
أعشقُ زمن تلك الكلمات والي كانت تسبق نشرة أخبار الثامنة ، والتي ما زال يفوح من ذكرياتها رائحة كرائحة نبتة اللافندرا السـّحريـّـة .
ليلة الأربعاء / 23-10-2007
أطلق عليها إسم عمون حيث سكنها العمونيون وهم من القبائل العربية التي هاجرت اليها وأطلقوا عليها اسم (ربة عمون) أي عاصمة العمونيين ، وكان ذلك الأمر منذ آلاف السنين ، وبعد ذلك احتلها القائد الروماني الإسكندر المقدوني وتمّ تغيير اسمها إلى مدينة فيلادلفيا ، وذلك نسبة إلى الإمبراطور فيلادلفوس الثاني ، واستمر هذا الإسم حتى العصر الجاهلي قبيل الإسلام ، حيث عاد الإسم القديم لها مع بعض التعديل من عمون إلى عمـّأن .