جبل الزاوية... الزعيم الأشم

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

في عرف الزعامة عند شعبنا , في أن زعيم القبضايات يجلس في الزاوية , والجلوس في زاوية الحجرة الكبيرة أو الصغيرة , يكون النظر فيها شاملاً لأجزائها ولا يحتاج التفاتاً لليمين أو اليسار , وهاهو جبل الزاوية يقف زعيماً شامخاً , كما عهدناه دائماً

فجبل الزاوية قوي بأهله , شامخ بشموخ ناسه , في أوديته ياما اختلطت مياهها بدماء الشهداء , وارتوت فيها بساتينها ليخرج نبتها أصله في أعماق الأرض , وفروعاها تعانق السماء , تترجاها نجومها وأقمارها وشموسها , أن استعطفي علينا ببسمة كبرياء

جبل الزاوية على سفوحه ناادى أبطاله من قديم الزمان وإلى الآن وإلى قيام الساعة سنسمع هذا النداء , سنحمي صدرك ياجبلنا بدمائنا وأرواحنا وأموالنا , وسنسحق كل من يود النيل ولو بداخله من شموخ الكبرياء

لم يعترف أهلنا في جبل الزاوية يوماً بهؤلاء الأغبياء

عندما زارهم المجرم أول مرة , تلقته ادلب وجبلها ترحيباً وتهليلاً على طريقتهم , ورمته وثلته الحقيرة , بالأحذية والجزم والبصاق .

عندما أرادوا العلوية تأسيس دولة مزعومة في الثلاثينات , حطمت جيوشهم وسحقتها مساعدة أبطال جبل الزاوية لاخوانهم في جبل صهيون وجبل الآكراد والذين نزعوا اسمه وسموه جبل العلويين

صامد أهل جبلنا الأشم على ذراه ,ترى راياتهم تنطق بكل الفخر والشموخ والتحدي , لهؤلاء الخنازير , هذه رايات الحق ورثناها من الزمن القديم , رايات الشرف والعز والكبرياء , نحن أمة إن سكتنا جيلاً , ولكن جاء الجيل الذي أعاد أمجاد الشهداء والبطولات والفداء

نحن نحزن على فقدان أحبة لنا , ونحزن أكثر إن تركنا دماؤهم الطاهرة تزهق هدراً , وبدون أن يكون هنالك ثأر كبير وانتقام

مهما فعلتم يامجرمي القرداحة ومن والاكم ,سترون قريباً أنفسكم وأجسادكم ورؤسكم تحت أقدام زوي الشهداء

أكيد ياأبطالنا في جبل الزاوية , لن تتركوا المجرمين ينعمون في هذه الحياة

عهدنا بكم البطولة والعزة والفداء

وعهدنا بهؤلاء المجرمين هم مجرد وهم , ظهروا في حين غقلة , ولكن صحى الشعب الحر في سوريا

وجبل الزاوية يعانق السواحل والهضاب والواحات في سورية كلها

خسرتم الكثير من أحراركم , وخسرتم عندما كنتم غافلين والجميع في سكرات الموت

أما الآن فالموت هو البطولة ذاتها , فموت البطل الشامخ هو مايسمى بموت الكبرياء

هيا ياأبناءنا الأبطال النشامى , فلا تجزعوا ولا تهنوا ولا تحزنوا , فشهداؤكم هم ميراث لكم ولنا ,لن ينقص أبداً , هو ميراث العزة والنخوة ونحسبهم في جنان الخلد ذخراً لذوي الأقرباء .

فعندما تقتل وتُقتل , فأنت قُتلت من أجل العزة والحرية , وسعادة الانسان , وعدوك إن قتل فقد قتل دفاعاً عن الذل والعبودية وعبادة بني الانسان والشيطان , فذكره سيكون رائحة كريهة له ولخلفه القذر

وذكرك سيكون ريحاً طيباً ممزوجاً برائحة الفل والياسمين , ومعطراً لزويك وشعبك بكل ذكر الخير والمحبة والاصرار على الحق

نحسب قتلاكم شهداء عند رب العالمين , وهم إن شاء الله هكذا ,ولن يخيب الله لنا هذا الرجاء , واثبتوا ياأبطالنا على الحق , وفقكم الله ونصركم , والأبطال في المناطق الأخرى معكم ومنكم وأنتم منهم , فالنصر قادم لامحالة , وتحرير البلاد من المحتل القذر يستحق التضحيات , فكرامة شعبنا كلها كانت تحت أقدام المحتل , وفوق ذلك به نشيد , أما بعد الثورة فكرامة الثائر عانقت السماء , والذي كان يظن عنده كرامة ديست بأقدام الرجال والنساء والأطفال , ولم يبق إلا القليل , فحياكم الله ياثوارنا في كل مكان , وسيعانق جبل الزاوية الأشم كل الثائرين قريباً على أرض المحشر أرض الشام .