11 / 23.. هو يوم ميلادي

نسيبة بحرو

في مثل هذا اليوم ، جئت إلى الحياة ولكن .. بعيدة عن الأم الثانية .. الأم الغالية .. الأم الحبيبة .. أعلمتم من هي ؟

 إنها وطني الحبيب  ، سورية ..

أنا ابنة سورية ..

أُبعدت عنها قبل أن تلدني ، ودون أن أراها .. وحُرمت من نسماتها وربوعها ..

 من اللعب فوق أرضها .. من نقش اسمي على رمالها وطبع بصمتي في ميادينها ..

خطوت خطواتي بعيدة عنها ، متيمة بحبها.. وجسدت حكاية المحب الذي لم يلتقى بحبيبه يوماً..

أدركتها كما أدركتُ الخيال .. كوطن افتراضي لا وجود له سوى في مذكرات والدايّ ..

ورسمت أوصافها في مخيلتي مما تجود به بعض الكلمات والصور، أو شاشة التلفاز ..

تسألني احدى الزميلات عن وصف معالمها ، فأقف عاجزة عن الجواب ..

 أتردد وأتلعثم ، فتنقذني اجابة زميلة غير سورية أمضت اجازتها هناك ..

أهز برأسي مبتسمة ومؤيدة .. وفي داخلي باكية ومحطمة ..

 ألاحق كلماتها لأضيف الى مخيلتي زيادة في الأوصاف ..

ويزداد شعوري أن حقوقي سُلبت مني .. وأن الغريب أقرب إلى أمي مني ..

وفي كل يوم تتجدد فيه ذكرى ميلادي .. تتجدد الغربة التي آلامت أيامي ..

فكيف بألمي اليوم وقد استبد الطغاة ظلماً بالعباد .. وأذاقوا اخواني أصناف العذاب ..

يقمعون ويقتلون .. وينشرون الفساد في أرجاء البلاد ..

ألم كبير .. ولكن العزاء باقتراب الفرج ..

فالثورة السورية المباركة اقتربت من النصر المبين باذن الله ..

وهاهي نفحاتها تهب علي مهنئة  ..

 ومبشرة بيوم ستولد فيه الحرية والكرامة من جديد في وطني الحبيب ..

ذلك اليوم ..

هو يوم ميلادي الجديد ..