سنعود لبلدنا الحبيب سورية سنعود
فالعود أحمد
غرناطة عبد الله الطنطاوي
[email protected]
قالت لي ابنتي الغالية:
-سأقبل تراب سورية عندما نصل إليها، وسأمرّغ وجهي بترابها الغالي.
فرّت دمعة حرّى من عيني التي ما فتئت تذكر سورية وتبكي عليها بحرقة بالغة.
نظرت إلى أولادي المتشوقين لرؤية سورية التي لم يروها، ولكنهم رأوها بعقولهم الذكية وقلوبهم الطاهرة.
رأوا سورية من خلال حديثي عن أرض سورية، وعن جمال سهولها وجبالها ووديانها، لقد جعلت سورية في نظرهم جنة الله في أرضه، لأنني أراها هكذا أجمل بقاع الأرض، وقد يكون هناك أجمل منها، ولكن حبّ الوطن من الإيمان.
وكما قال حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما تاق شوقاً لوطنه الحبيب مكة:
"ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت"
ونحن أيضاً لولا أن حزب البعث أخرجنا من أرضنا الحبيبة ما خرجنا، ولما تشردنا وعانينا الأمرين، البعد عن الوطن الحبيب، والبعد عن مراتع الصبا، والبعد عن الأهل والخلاّن.
وكما قيل في الأمثال:
(من خرج من داره قلّ مقداره)
فقد ضاع الحسب والنسب، وضاعت مكانة كل فرد فينا عندما كان في وطنه معززاً مكرماً، له مكانته بين أهله وعشيرته، مهما تواضعت هذه المكانة، فإنها تبقى مكانة مميزة في القلب والوجدان.
سنعود يا سورية رغم العدا
سنعود ولو كلفنا عودنا حياتنا
سنعود وسننسى أيام الهجر والبعد عنك
سنعود بعد أن خرجنا منك وكنا شباباً صغاراً
سنعود ومعنا أحفادنا وسنربيهم بين جنباتك الطاهرة
سنعود فالعود أحمد