نزيه أبو عون... كنت معه في الأسر

نزيه أبو عون... كنت معه في الأسر

ثامر سباعنه

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

فرض علينا الاحتلال الصهيوني ان نودع كل يوم حبيب ، إما شهيدا الى الجنة و إما اسيرا في سجونهم ...واليوم نودع الاسير المحرر والاسير من جديد نزيه أبو عون من بلدة جبع في منطقة جنين، الذي قضى من سنين عمره الخمسين اربعة عشر عاما في سجون الاحتلال، خاض أقسى جولات التحقيق مع آسريه ، رجل بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني معاني الصمود والصبر والإصرار والتحدي، اعتقل ست مرات عند المحتل لكن ذلك لم يضعف عزيمته وبقيت ابتسامته الرائعه لا تفارق وجهه رغم كل الالم الذي يحيط به، امضى اكثر من 28 عيدا بعيدا عن عائلته وابنائه لكنه مع ذلك كان يدخل الفرحه والسرور الى قلوب كل إخوانه الأسرى حوله متناسيا وجع القيد وراسما لإخوانه ذلك القدوة الذي يقتدى به بالصبر والاحتساب .

أبا أيسر... نوع نادر من الرجال الذين لم يعشقوا المناصب ولم تبهرهم الأضواء يعمل بصمت يتفانى في خدمة إخوانه في السجون فيكون لهم الصديق والأخ الكبير والأب يستمع إلى مشاكلهم يساهم في التخفيف عنهم يرشدهم فهو صاحب تجربة كبيرة وخبرة كثيرة.

نزيه ابو عون ..صديق الأسرى الذي لم ينساهم حتى بعد الإفراج عنه ، فتارة ينتقل الى جنوب الضفة ليستقبل الاسير المحرر فلان..او يذهب الى وسط الضفه ليشارك الأسير الآخر عرسه وفرحه ، جل وقته وجهده وماله كرسه في خدمة الأسرى في سجون الاحتلال لأنه يؤمن أنها تتعلق بإنسان سلبت حريته ويجب أن تبذل الجهود من أجل إعادة الحرية لهم, فكان الأسرى هم جل حياته حتى ذويهم كان لهم نصيب من عنايته وكذلك فعالياتهم وأحداثهم. بل جاب الضفة الغربية ليشارك إخوانه الأسرى أفراحهم وأتراحهم ، شخصية تملك أروع السمات من الكلمة الصادقة والعاطفة الجياشة والقلم المبدع وروح الدعابة, رجل من الاخلاق الطيبة وحب الآخرين وصدق المشاعر.

رغم أن اعتقالك كان متوقعاً ، وانك كنت تعلم ذلك إلا ان ذلك لم يضعفك او يمنعك من ان تكمل رسالتك وان تمضي بدربك حاملا نفس الابتسامه التي انتصرت على ظلمهم دائما ، تغادرنا من جديد لتلتحق بإخوانك الذين سبقوك لتنشدوا من جديد أنشودة الحرية للوطن.