عجبي من الحداثيين
أحمد حمودة / المغرب
[email protected]
كيف اشتهروا من دون سائر الآخرين
كيف استطاعوا أن يركبوا الصحف الحزبية والمجلات الممولة من
مخابرات الأعداء
كيف كانوا يكذبون على الأمراء والوزراء والدول الغربية والشرقية
.. يخوفونهم من التشدد الأصولي، وأنهم السد المنيع الواقف في وجه الأصوليين
المعتدلين قبل المتشددين.
بل كيف استخدمتهم الحكومات سارقة شعوبها فولتهم المنابر
والمناصب والوزارات فأقاموا أعراس الفسق باسم الانفتاح، وروجوا للدعارة باسم
الحداثة تارة وباسم محاربة الأصولية وسحب رصيدها الشعبي في الانتخابات تارة أخرى.
كيف شنوا حربهم الشعواء على المقدسات بدعوى حرية التعبير فسبوا
لغتهم بلغتهم وسبوا الدين والله، وكل ذلك بدعوى حرية الإبداع والتعبير، وهم الذين
شنوا حرب استئصال على من خالفهم فلم يسمحوا له بالتعبير عن إعجابه بلغته العربية
وأصالته الأدبية والفكرية، وأقصوه من أنديتهم واتحاداتهم.
بل كيف حصروا الثقافة في ذواتهم فليس عندهم من زمرة المثقفين من
لا ينافق ولا يمتلك قلما سارقا زانيا منافقا.
كيف – يا حسرتي – سبوا آباءهم وأمهاتهم فيما يكتبون، واتهموهم
بالنذالة والزنى والشذوذ...
بل كيف صورا سُفليتهم وانحطاط أخلاقهم وعريهم ولحظاتهم البهيمية
بدعوى الواقعية وتحطيم المقدس.
ثم كيف – يا عجبي - يندبون ويولولن في كل مجمع لهم، وعلى كل ورق
مهترئ أنهم عجزوا عن إيقاف مد مخالفيهم، وهم يرون الكلمة المحاصرة والمحاربة تطرق
الأسماع فتزهر.
وا أسفي عليهم.. ماذا سيجنون إلا الذل والصغار واللعن...