العزفُ للوْحةِ الغروب
محمد عميرة – القدس
غنت ْ لوحة ُ الغروب وحدَها ... لكن ْ لما رأيتها عن بعد ٍ ، وبعين الوجد ِ ... توسط َ قلبي حاثا ً فكري ، فأسرع قلمي بخفة الفراشة ِ إلى أناملي ليعز ِف َ لها ، فكانت اللوحة ُ بفستانها الورديّ المائل للحمرة ِ تغازل ُ حتى القلوب َ الممز ّقة ، وتغازل عصافير النهار المتناثرة في الشتات ، والباحثة عن أعشاشها بعد طول زقزقة ، وبلا جدوى ؛ لتبيت في أعشاش الزمن المرقمة .
ويقلقُ مبيتَ قلوبنا سهمُ القلق ِ يشدّهُ وترُ الأرق .
سكب َ الليل ُ ببطىء ٍ حثيث ٍ حبر َهُ الحالك على اللوحة ِ شيئا ً فشيئا ً ، ثم ما لبث أن ْ قدّم َ نجوما ً وقمرا ً كعزاء ... طامعا ً بمشاركتنا بفنجان ِ قهوة ٍ كلونه ِ وتمرة ٍ كطعمه ِ .
ولما يمسي الليل فينا ، أو نمسي في واديه نفتحُ خزّانة الصبر ، ونخزّنُ فيها كأس الرجاء الممزوجة بالخوف ِ يحليها ملعقة ٌ من تفاؤل ٍ بغد ٍ لا تدْرك ُ حواسنا نعيمه ُ .