بين النهدين
هادي جلو مرعي
تصر نساء الفضائيات على إبراز صدورهن عارية إلا من طبقة من الملمعات لتجعلها مثل قصر مرصوف بالمرمر . ولعل الأوقع والأفجع إنهن يكشفن منطقة ما بين النهدين وهي منطقة تشابه في تأثيرها ومخاطرها منطقة مثلث برمودا المشهورة .
برمودا يجذب الطائرات والسفن لتضيع في غياهب المحيط ,وتجذب منطقة ما بين النهدين عيون المشاهدين المفتونين من الرجال حصرا لأن النساء لا ينظرن لمناطق تعود لهن إلا بمقدار ما يثير الغيرة والحسد في نفوسهن حين يرين صورا عارية ووجوها مطلية وشعورا منثورة على الكتفين ويفكرن في كيفية جذب أزواجهن لهن أو من يحببن ليلفتن نظرا أو يحركن راكدا.
واحدة من مقدمات البرامج كانت تتحدث لمشاهدة تتصل من بلد آخر عن العلاقة بين الرجل والمرأة وكانت المقدمة تكشف عن صدرها الأبيض وتظهر جمالا أخاذا من شفتين محمرتين ووجه مطلي بالأصباغ وجيد كأنه قارورة عطر شفافة وتلبس من الثياب ما خف وشف وألتف وأحتف وأزهر فأبهر .
المقدمة ترد على حديثا المتصلة وتقول لا أريد رجلا يفكر في جمالي وجسدي وثيابي إنما أبحث عن رجل يفكر كأمرأة وفكر ومشاعر وتتجاهل إنها هي من يدفع الرجل ليبحث عن مكامن الإثارة والإشتهاء ,فاذا كانت تريد الجوهر ولا يهمها المظهر فلماذا غطت الجوهر بزيف المنظر وجذبت الرجل الى ساحتها بلباس شفيف وعطر خفيف وطلاء رهيف يهدم القصر المنيف؟ فكيف بقلب رجل مأسور لمثل هذا النوع من النساء؟ .. أخذ الإسلام على النساء في جزيرة العرب إنهن كن يبرزن صدورهن ويججبن شعورهن وأعناقهن بطريقة مثيرة وكان القرآن الكريم صريحا في التعبير عن إرادة السماء في وجوب حجب الصدور لأنها آفة تهلك نفوس الرجال (لكي لا يطمع من في قلبه مرض )..
وإذا ما علمنا إن منطقة الصدر عند النساء هي المنفذ الى العلل والإصابة بالبرد بينما يصاب الرجل بالبرد من قدميه ولذلك تتدثر النساء أيام الشتاء بدثار الصدور بينما يبرزن سيقانهن حتى منطقة الركبة والفخذين غير مباليات بالصقيع,,هكذا هن ويصاب الرجال بزكام لا يشفون منه إلا بالحقن والتدثر باللحاف .
ولأن الله يعلم السر وما أخفى ولا يغيب عنه شيء من قول أو فعل فقد وضع للناس حدودا .. ويمكن أن ندرك أحيانا أهمية الستر والحجاب,, وبمعادلة بسيطة فالستر من ضرورات الحياة وليس ممكنا التصبر وتحمل سطوة الشهوة حين ينظر الشاب الى إمرأة شابة وهي ترتدي بنطلونا ضيقا وتتمايل كأغصان الشجر في الريح العاصف أو حين تظهر مفاتن جسدها وتكشف عن صدرها وما لاح فيهما من رمان وفاكهة تسلب اللب الذي وصفه الشاعر في قوله:
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك له
وهن أضعف خلق الله إنسانا .