كيف يصبح "الجائع" إرهابياً
كيف يصبح "الجائع" إرهابياً
أخو الشهيد
إن الحراك الشعبي الذي بدأ يؤتي ثماره في " تونس " من خلال " ثورة الجياع والعاطلين " بدأ يُسمَع صداه في أرجاء العالم العربي بعد ركود وسبات عميق .
تابعت " ثورة الجياع " في تونس ، وأخذت عليها تحفظاً واحداً " فقط " ، وتحفظي هو نداء أوجهه لكل الجائعين في العالم العربي أقول فيه : عندما تثور لا تدمر ولا تحرق ولا تقتل ، فكل ما هو أمامك ملك لك – ولو انتقل إلى يد الحاكم الطاغية برهة من الزمن في غفوة الشعب – فأنت دفعت ثمنه من دمك فلا تقم بإحراقه وتدميره فسوف يعود إليك بإذن الله .
والأمر الآخر هو ما آلمني جداً ولم أستغربه عندما خرج الرئيس التونسي ليصف " الجياع " بالإرهابيين كي يبرر قيامه بضربهم وقتلهم وإبادتهم ، كي يحافظ على " الكرسي " الذي يعتقد أنه سوف يخلّد عليه ، وهذا شأن كل الحكومات الظالمة التي لا تجد سوى تهمة الإرهاب كيف تكمم أفواه الجياع وطالبي الحرية والكرامة .
كل التهم لن تثني الجياع عن ثورتهم .
رأيت الرئيس التونسي يقف أمام الشخص الذي أحرق نفسه بسبب الجوع في المستشفى وقلت عنه " قتل القتيل ومشي في جنازته " ، فهؤلاء الحكام لو كان في قلوبهم ذرة إنسانية وكرامة لفتحو خزائن أموالهم المنهوبة من شعوبهم وقالو للشعوب هذه حقوقكم رُدّت إليكم ، لكنهم لن يفعلوا .
أضحكني أحد الحكام الذي بادر فوراً لإعلان تخفيضات في الأسعار لمجرد سمع بثورة الجياع في تونس ، وهو الذي زاد سعر المحروقات في بلده تسع مرات خلال عام ، هذا يرينا نحن الشعوب المقهورة كم يخاف الحاكم من " الجائع " عندما يثور . " فاعتبروا يا أولي الألباب "