وافَرْحَتَاهُ... بِهِم
وافَرْحَتَاهُ... بِهِم*
هنادي الشيخ نجيب
اصطفّ الشباب وعيونهم ترنو إلى الأفق حيث المستقبل ينتظرهم: بابتسامته العريضة، بوعوده الوردية وأحلامه الزاهية...
لم أتمالك نفسي في تلك اللحظات السعيدة، فأعانتني رياحُ التفاؤل لأركب طائرة الأمل... وصلتُ إلى عالم جديد... حلّقت مع أحلامي ومع الشباب في سماء العفة والرفعة... لامستُ نجوماً زيّنت الفضاء بالقيم العليّة والأفكار السويّة... سِرْتُ مع كواكب الهدى أدور معها حيثما دارت... رأيتُ هالاتٍ من شفافية وصدق... دغدغتني أجرامٌ ملؤها الثقة والرفق...
شاهدتُ الأكوانَ تنحني بأدبٍ واحترامٍ وتقدير لكلّ مَنْ لبس ثوب الأخلاق الكريمة واتّقى بها حرَّ الشهوات الذميمة... لكلّ من تزيّن بتاج الوفاء المرصّع بأحجار النقاء والصفاء... لكلّ من حمل صولجان العدل وتربّع على كرسي العلم...
سمعتُ أناشيد الفرح والاستبشار بمجيء وَفْدِ العزّة والكرامة، وبحضور أهلِ الأنفة والشهامة... المعتدّينَ بأصولهم، البارِّين لماضيهم، رافعي راية الخير، حاملي رسالة النور...
ثمّ عُدْتُ من رِحْلتي الميمونة... وإذا أنا في حفل تخرّج ثلّة من شباب الغد الواعد... تُرى، أين كان يحلّق كلُّ واحدٍ وواحدةٍ من هؤلاء المصطفّين؟!هل ارتقوا سُلّم العُلا ليغرسوا راية النجاح والفلاح على قِمم جبال العزيمة والإرادة؟ أم رَكَنت أحلامهم إلى الأرضِ لتُنبتَ بَقلاً يؤمِّن لقمة العيش، وكفى....؟!
وافرحتاه بهم إن كانت أحلامهم من الطراز الأول... بل وافرحة الأكوان بهم: دعاةَ الحق والحقيقة، زينة الدنيا والآخرة...
الأمل يحدونا عند مفترقِ كلّ طريق... والله المسدّد وهو وليّ التوفيق...
*من سلسلة "إشراقة غدي" – مجلة غدي الشبابية - لبنان