فأدر لحاظك في مواهبنا ترى عجبا
جعفر عبد الله الوردي
بين عدة أخبار في يوم واحد يحق لنا أن نفرد الجرح ونضمدها..
الخبر الأول استوقفني وهو أن مجلة (تايم) الأمريكية اختارت مؤسس الفيس بوك مارك زوكربيرج الذي يقل عمره عن 26 عاما ليكون هو شخصية العام 2010م..!
والخبر الثاني هو تصريح خبير التعليم بالأونيسكو أن عدد الأميين في المنطقة العربية يصل إلى 57 مليون نسمة وأن العدد في تزايد.. !
والخبر الأخير نشره موقع إخباري سوري يقول: جدل في السعودية بعد وفاة أشهر مفحطي الرياض..!!
بكل تأكيد هذه الأخبار مدعاة إلى الضحك تارة ومدعاة إلى الاندهاش أخرى، المواطن العربي يعاني من مرض خبيث في خلايا التفكير المنطقي الصحيح، المواطن العربي هزيل الذهن والإدراك، بلا شك ليس الكل لكن هناك نسبة كبيرة جدا، وخصوصا تلك التي في صف الشباب العربي.
بين أشهر شخصية في 2010 والتي دخل إنجازه كل بيت وكل جهاز وجوال، وبين أشهر شخصية في التفحيط...! لعمري هذا هو الظلم بعينه.
للشاب العربي مثبطات تتناوشه من كل جانب، فمن تثبيط المجتمع إلى تثبيط المدرسة إلى الدراما إلى التفكير بالاقتناء لكل ما هو جديد ليستخدمه بكل ما هو غير مفيد، يكفي هذا العار من الأميية والجهل في عالمنا العربي، 57 مليون جاهل !
هل توجد هذه النسبة في أمة وتفلح ؟ هل يوجد هذا العدد في عالم ويتطور ؟ كلا وألف كلا.
إن مسؤولية هذه الجريمة الفاضحة تأتي على عاتق الأسرة أولا، فهي السبب في توجيه فكر الشاب وطموحه، ثم على عاتق المدرسة والشارع، ثم على عاتق الدراما والإنتاجات التلفزيونية ذات الراية السوداء في ركب التقدم والفضيلة، ثم في على عاتق الدولة وهي المسؤول الرئيس عن ثقافة المواطن بشكل عام.
إن ذكر هذه الأخبار الثلاث في هذا المقال قد يقرب الصورة لنا أكثر فأكثر ويجعلنا نعيد الحسابات التي نسير عليها، فما تفوق علينا أحد بعضو زائد أو بصورة مختلفة، بل بعقل وقاد وسريرة واعية، وهذا ما نرجوه من أنفسنا..