شباب بدون هوية

شاكر فريد حسن

[email protected]

الشباب العرب اليوم هم شباب ضائعون وتائهون في مهب الريح،وبدون هوية ثقافية وحضارية .انهم يفتقرون للثقافة السياسية وللتربية الصحيحة والسليمة ،وقد اكتسبوا قيماً سلبية وباتوا عاجزين ثقافياً وسياسيا ًواقتصادياً ومستهلكين لثقافة استهلاكية رثة ،عديمة القيمة وبعيدة عن اخلاقنا وشيمنا الرفيعة وتقاليدنا الشرقية الأصيلة وحضارتنا العربية والأسلامية العريقة .

ولا نختلف اذا قلت ،ان اهتمامات شباب "الماكدونالدز"تتحدد في السيارة الفاخرة والبيلفونات المصّورة الجديدة"طخ"،عدا قصات الشعر الحديثة والأفلام الأجنبية والاغنيات المثيرة .بالاضافة الى  الانترنيت  السريع وبرامج التشات والتعارف وارتياد المقاهي والمطاعم وتدخين النرجيلة واحتساء السبريسو والاكس ال  واكل البيتسا والهمبورغر ،وايضاً التجول في الكانيونات والتسكع في الشوارع والحانات واصطياد الجميلات وبائعات الهوى. اما عن اهتماماتهم بالثقافة والسياسة والانتماء الحزبي ومطالعة الكتب المفيدة والهادفة فحدّث ولا حرج ،فهذه القضايا والأمور لا تشغلهم ولا تغريهم وتهمهم .

ولا ريب ان هذا الوضع البائس والمقلق الذي اّل اليه الشباب العرب ، سببه الفقر الثقافي والسياسي ،وغياب الوعي السياسي والفكري ،وتراجع التنوير والتثقيف نتيجة انهيار وسقوط الايديولوجيات ،وانحسار الأفكار الثورية والتحررية ،واضمحلال قوى الثورة والتغيير . ناهيك عن التخلف الذهني والأخلاقي والمجتمعي ،الذي يقود الى تخلف الفكر والعقل والثقافة والابداع والقيم المدنية والمسلكيات الاجتماعية العامة .

اننا نريد لشبابنا ان ينهضوا ويعوا ما يدور في محيطهم الاجتماعي والسياسي ويتسلحوا بالوعي القومي والوطني والسياسي والثقافة التنويرية والديمقراطية ،وان يؤدوا الدور المنوط بهم ، والانخراط في الثورة العامة ،بمفهومها القومي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ،والمشاركة في الفعاليات والنشاطات التربوية والثقافية والسياسية والاعمال التطوعية ،والمساهمة في البناء الحضاري الجديد لمجتمعنا العربي .وباعتقادي ان هذه هي مهمة كل المثقفين والمتنورين والعاملين في حقول الثقافة والتربية والاجتماع والفكر والسياسة ،لتخليص الشباب من السلبية والضياع الذي يتهددهم ،والاحباط واليأس والقنوط والاكتئاب الذي يلفهم ،وذلك بالأرشاد والتوجيه والتثقيف السياسي وتعزيز الوعي القرائي وحب الكتاب وغرس القيم الايجابية فيهم .