لا تقربوا السلطان
معمر حبار
الحرية والمسؤول .. السلطان كالجمر، لاتقربه فإنه يحرقك.. لاتدخل في صراع معه، ولا تتملق إليه، وقلّل الذهاب إليه، فإن كثرة الخطى للمسؤول، تزيل الهيبة، وتطعن في المروءة، وتفقد المرء مواقفه، وتخرس لسانه.
البعد عن المسؤول .. الذي يبتعد عن المسؤول، قد يفقد بعض المزايا الآنية العاجلة، لكنه لن يصيبه مكروه، بينما المتردد المتملّق للمسؤول، ينال بعضا من دنياه العاجلة، ويخسر الدهر كلّه .. لأن المسؤول بقدر مايمنح للمقرّب إليه وهو يعلم إنما يريد بقربه دنياه، سيكون أسهل عليه، أن يسلّط عليه مافي جعبته من غضب وحرمان وسوء عقاب.. وأحيانا دون أن ينتظر منه فرصة تتاح له، بما أنه لاقيمة له عنده ولا وزنا.
الحرية لاتحتاج أن تقول كل شيء، وربما من الأفضل أن لا تقول كل شيء، فقد يخطئ المرء في بعض الأمر، ويحاسب حينئذ على كل شيء، ويضيع الحسن والجيد طي السيئات التي ارتكبت، والهفوات التي قيلت.
وفي نفس السياق، فالحرية تحتاج إلى أن لا تتملق أحدا، ولأن تكتب سطرا واحدا فيه الصدق والإخلاص، أفضل من يكتب المرء الصفحات الطوال كلها تردد وتملق.