إلى حلب الشهباء
إلى حلب الشهباء
غربة ودروب
هاشم منقذ عمر بهاء الدين الأميري
تقف ذكرياتي على عتبات الأيام ليتها تستبدل الشوق بلقاء الأحبّة .. فالأمس البعيد قريب من العين والقلب .. كأنّ أحداثه لبست ثوبها الجديد .. عروساً تزفّ إلى الأعوام الماضيات شباباً ونضارة ..
و"الشهباء" تستمع إلى صدى الأيام .. ورجع الأنين .. وبوح الحنين .. ولحن الوتر ..
ودعتها وحقائبي مليئة بالثلج والبَرَد .. حيث تركت لكل دمعة وداع .. شوقاً لأنيس ..
لم يكن الرحيل خطة عمر أو بهجة سفر .. لكنها أسباب القدر ..!!
"شهباء" حرستك عيون الشمس .. فاعكسي في الجبال شموخ البشر ..
أحبّكِ ويتلفت العاذلون .. وتصحو في السماء النجوم ويشرق النور على الخبر القديم .. فكلّ خطوة كانت لنا على ترابك أزهرت ياسمين ..
أيتها الحبيبة يا حبيسة الضلوع .. هذا المدى الممتدّ وتلك التلال وهذا الغدير .. هي ضمّة عشق وبَوح كَنَار وضَوع العبير ..
أنتِ سرّ آهاتي وسرّ الدموع .. لن أترك الحلم يغيب في تلك الغيوم .. فأنا منجذب إليكِ رغم الهموم ..
عتبي عليكِ أنّ سرّكِ دفين تلك العيون ..!!
كنا نقفز فوق الظنون .. نبكي كضحك الطفولة .. نسافر في الحلم إلى تلك التخوم ..
هل ما زلتَ هناك أيها الوجه القديم ؟.. لا الحلم أراحكَ ولا الغمض ولا صوت المطر ..
ففي البعد كل الحمائم تسافر إلى تلك الدروب .. إلا أنا غريب تلك الدروب ..
"شهباء" يا يومي وأمسي وغدي .. يا آهة أشعلت الأحزان ناياً ووتر .. يا شمعة أحرقت حرفي المختبئ في القصيد .. كل سطر بعدكِ يحمل لهيب النار وهمّ السفر ..
سلّمت للرحمان بعزّة الماجدين إذا أمر .. وشددت على الخفق يداً .. يا لوعة الأيام ويا حزن القمر ..!!