شاهد عيان

محمود أبو الهيجاء

شاهد عيان ـ إلى تركيا

محمود أبو الهيجاء

في رحلة هي الأسهل حتى الآن من كل ما عرفت من رحلات، وصلت إلى أنقرة، بعد المرور بإستانبول، وذلك لنقل فعاليات أسبوع الثقافة القلسطينية الذي تُنظمه سفارة دولة فلسطين في أنقرة بالتعاون مع وزارة الثقافة التركية، ولا أعرف لماذا وزارة الثقافة خاصتنا ليست في الحُسبان تماماً في هذه القصة عدا عن حضور وزيرة الثقافة تهاني أبو دقة حفل الافتتاح الذي سيكون هذا المساء!؟

"من زيتون فلسـطين إلى زهرة توليب الأناضول؛ تاريخ متصل ومسـتقبل مشـرق"، تحت هذا الشعار سيقول أسبوع الثقافة الفلسطينية خطابه الإبداعي، أو هذا هو المفترض أو المتوقع، للمكان أكثر من مغزى، لا أعني تركيا الدولة فحسب وإنما القلعة التي ستشهد حفل الافتتاح، القربية من قلعة "عمورية" التي صاحت امرأة فيها ذات يوم "وامعتصماه"، وكأن التاريخ بحبكته ومشاغباته المجازية يُريد استعادة تلك الصرخة، أو التحريض، على إعادتها، لأن الصُراخ حتى الصُراخ بات غائباً في مثل هذه المرحلة....!!! وعلى ما يبدو فإن أسبوع الثقافة الفلسطينية في تركيا وهو الثاني بعد عشرين عامٍ من غياب النشيد الفلسطيني في بلاد الإمبراطورية كما أخبرني بعض الإخوة العاملين في السفارة، هو شيء من تلك الصرخة، أو لعله يكون كذلك، ولأنه لم يعُد لدينا الشيء الكثير سوى إعلاء الصوت ثانية، وأعني صوت الشكوى البليغة الذي يُنادي على التاريخ ورموزه لنوقف عبث اللحظة الراهنة، أقول ذلك لأن بعض النشيد بوح ونواح وشكوى....!!! ستفهم تركيا رغم اختلاف اللغة هذا النشيد، لا لأن روحها تُحلق في الشرق فحسب، بل لأن فلسطين حاضرة في تفاصيل يومها الوجداني إن صح التعبير، وقيل لي، أنه ما أن تذكر فلسطين هنا حتى ينتهي كل خلاف لنعرف نحن الذين ننسى كثيراً أن فلسطين مازالت هي الجامعة، غير أننا نحن الذين نفترق...!!!

اليوم "أمس" مساءً بدأ الأسبوع الذي سيتوزع ما بين أنقرة وإستانبول، وسأنتظر لأُشاهد إلى أين سيصل!؟

المصدر:

صحيفـة الحياة الجديدة اليوميـة