كل الدنيا دخان لولا حماس وأردوغان
آزاد منير الغضبان
دخان ..ونار ..في أفئدة الشعب وتحت غصون الزيتون ، وفي الأشلاء وعند أكوام الحجارة ..
دخان ونار في قلوب الأحرار ، وفي فم الأبطال ..وفي قطرات الدم المنثورة على الأطلال والمدن
والمقابر ، وحتى الملابس .
دخان يخيم .. يجعل أنفاسنا تحترق ..ويجعل أصواتنا تبح وتختفي ، ويجعل الحقيقة الساطعة
مثل ضوء النهار تختنق في مدلهم الظلمة .
واقع مؤسف يغطي بيديه على العدل في كل مكان ،
تفتح شريط المشاهدات فلا تجد سوى قلب للحقائق على التلفزيون والإنترنت ، وتزييف للثقافات
وخطأ في المفاهيم ، وفهم بعيد كل البعد عن الدين في المجتمع . إلا القليل من الصالحين والمصلحين .
وتشعر بالدخان يملأ عينيك فتغطيهما كيما تهرب ولكن أين تهرب ؟
بعد حين .تفتح ألبوما للأمل والإيمان والعدل والسلام بعد أن تبحث عنه في أرجاء ذاكرتك فتلقى (حماس )
وقد أثبتت لعقلك القاصر أن لا تزال طائفة من الأمة على الحق ثابتين ، وأن الجهاد مستمر والإسلام منتصر ،
وأن أعدو لهم ما استطعتم تتراءى أمامك وكأنها مسلسل لا تستطيع الفتور عنه ، وتلقى شخصيات تثبت لك
أن صلاح الدين وطارق ابن زياد لم يموتوا أبدا ..
فتشاهد هذا المشهد وكأنك تعيش التاريخ في الحاضر أو تعيش الحاضر في التاريخ .. فينكشف عنك الدخان
ورائحة الغبار ..
ويأتي ( أردوغان ) ويتكلم حتى تشعر بانبلاج فجر يتهادى على شرفات النصر ، وتتحاشى ضوءه الكثيف ،
فكلماته نور ، وخطواته نور ، وقسماته نور . ووقتئذ يصبح دخان الكذب والطغيان مكشوفا ، ويُبدّل الأفق
المتلبد بالغبار إلى صبح يتنفس بأشعة الشمس ..
أردوغان حين تسمعه ، تشعر وكأنك تسمع لمحمد الفاتح أو لعقبة ابن نافع ،
وفي كلماته ..يوزع علينا مناديلا لنمسح بها من كبريائنا المكسور دموع الهزيمة ، ويوزع علينا قطع الحلوى
حين نشعر أنه يتكلم بما في فم كل واحد منا ..فنعيش في التاريخ والإسلام والإنسانية .
كثيرا ما تساءلت .. هل ستغدو تركيا العلمانية مقبرة الخلافة الإسلامية ..بعثا وشمسا للإسلام ؟
بالتأكيد أن ذلك بعيد عمل رجال مخلصين بذلو الغالي والنفيس في سبيل الله ..
ولكن كيف فعلوا ذلك ؟ وكيف حصل ذلك ؟
لا أعرف .. إنما ما أعرفه أنني أتلمس بيدي وعيني أملا وليدا للنصر ولعزة الإسلام وكشف الدخان ..
الذي أعرفه .. أن الأحرار في حماس وتركيا سيكونون القصة الأسطورة التي سطرت صفحات المجد في تاريخنا ..
وهم من سيعمرون ما خربه المفسدون ، وسينصرون لا مراء ..في الأرض والسماء .
لقد عاش قادة حماس وقادة تركيا (حديثا ) في خلد كل إنسان حر عادل ، وفي ضمير كل مسلم مستيقظ ،
فهم حراس الكرامة ورواد النصر ، ونحن من خلفهم بعملنا ، ودعوتنا ، وصلاتنا ، وإيماننا ،وأخلاقنا، وتربيتنا ،
وإحساسنا ،وكلامنا وأحلامنا ، رغم ضوضاء التعتيم والكبت (والتخريس ) الذي نعيشه .
(( أم حسبتم أن تدخلو الجنة ولما يأتكم مثل الذين من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول
والذين آمنو معه متى نصر الله . ألا إن نصر الله قريب ))
ألا إن نصر الله قريب