وطني وأنا
سونيا توماس
فوضوية أنا وأفترش وجه القمر...
كلما ازدروني زدت اشراقا وانتشارا...
وكلما أضاعوا معالمي زدت عشقا لذاتي ...
ومهما شوهوا صورتي فلسطين هي شفيعتي ...
لن أندثر مهما حاولوا تحجيمي و طمسي وتفتيتي...
قضيتي عادلة شغلت الأزقة والأرصفة وانتشرت في الفضاء وماوراء البحار...
نعم .. فلسطينية أنا ...متشبثة بأرضي وهويتي...
جاءوا من بقاع الأرض يسكنون بلدتي وسكنت قضيتي أرجاء المعمورة ..تؤرق مخادعهم و تنغص حياتهم ...
مبروكة أرضي ترفض اللجوء السياسي و الانساني والاستيطاني بجميع أنواعه وأشكاله ....
ترفض تشويه التاريخ وتدين الحفر ودق الإسفين والعبث بالثراث وخلق واقع جديد وكأن فلسطين كانت يوما ما في المريخ...
أرض الأنبياء و قبلة الأديان .. لا يحق للقتلة والطغاة العيش فيها وتشويه قدسيتها ...
يبحثون لقضيتي عن ألف حل وحل .. والحل في جيبي وجيب ابني وأحفادي من بعدي ....
أقولها بصوت عالي ..لا تفقدوا البوصلة في البحث عن المفقود ...فها هو مفتاح العودة في يدي ..هو الوحيد الذي يملك الحل السحري...
هو مفتاح بوابة دولتي ...مفتاح مدينتي ...مفتاح بيتي ...مفتاح الأمل ...مفتاح بلسمة الجراح ...مفتاح الذكريات الجميلة والعودة إلى الديار الحبيبة ....
وهناك ينتظرني القمر .. ولكن في هذه المرة .. سوف أفترش معه ربوعي وودياني وتلالي ...فأنا سئمت التحليق في الفضاء...
خلقني الله بلا أجنحة كباقي البشر ...لأتمترس في وطني و أنفض غبار الفوضى عني .