غدا يبدأ عام هجري جديد
غدا يبدأ عام هجري جديد !!
في مثل هذا اليوم منذ 1428 عاما قمريا ترك رجل دياره وقومه حاملا هم هذا العالم على كتفيه وفي قلبه وعقله، وسار في وسط الصحراء وعلى الصخور الصلدة الصلبة حتى جرحت قدماه الشريفتان؛ وبين الخوف أن يدركه أعداء ما يدعو إليه والثقة والتوكل في الذي أمره بأن يترك دياره وأهله ويذهب غريبا في ظل نظام اجتماعي لا يعترف إلا بالقبيلة وأعضائها فيدافع عنهم ويذود عن أعراضهم، ولكنه علم أن كل ذلك سوف يتغير.
فقد كان على يقين أن كلمة التوحيد سوف توحد الكلمة.
وأن رحلته التي أطلق عليها " الهجرة "؛ ووفق الله تعالى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب أن يجعلها بداية التأريخ الإسلامي يجب أن تكون لنا أيضا مع بدايتها بداية جديدة.
بداية نغير فيها من أنفسنا في علاقتنا مع الله تعالى بحسن عبادته والإخلاص له والعودة إلى طريق الصعود على درجات العبودية للواحد الأحد.
بداية نغير فيها من أنفسنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بحسن الاقتداء بنهجه وسيرته المباركة العاطرة جاعلينا من أخلاقه الكريمة نموذجا نتأسى به في جميع أعمالنا وسلوكياتنا.
بداية نغير فيها من أنفسنا مع أسرنا وأهلينا بان نخفض الجناح للوالدين، وأن نطيعهما فيما لا معصية فيه، وأن نكون لزوجاتنا وأولادنا حصنا يشعرون فيه بالثقة والأمان والاستقرار.
بداية نغير فيه من أنفسنا مع الجيران والأصدقاء بحسن العشرة وجميل الكلام وبشاشة الوجه وكظم الغيظ والعفو عند المقدرة.
بداية نغير فيها من أنفسنا مع الحياة من حولنا بأن نجعل لها هدفا واضحا ونضع له خطة لتنفيذه، وليكن هدفنا ما فيه نفع في الدين والدنيا.
بداية نفكر فيها فيما مضى من حياتنا لنصلح ما فسد منها ونقوّم ما اعوج فيها، ولا نجعل من حسابنا لأنفسنا جلدا وتعذيبا لذواتنا حتى لا نضيع مستقبلنا في التفكير في الماضي فيأخذ أكثر من حقه، ولنعلم أن التفكير فيما مضى تضييع لوقت حاضر.
بداية نجعل فيها حياتنا نموذجا يحتذى به وألا نكون وبالا على أمتنا، وليكن كل منا مسؤولا عن نفسه، ولا يجعل من تصرفات الآخرين حجة له في الهبوط إلى سلم التنازلات عن قيمه وأخلاقه.
بداية ندعو الله تعالى فيها أن نكون لبعضنا إخوان صدق وعون.
بداية نسأل الله تعالى فيها أن يشف كل مريض ويفرج كرب المكروبين ويزيل هم المهمومين ويرخص الأسعار ويجعلها سنة صلاحا وخيرا ونماء للأمة المسلمة كافة.