متى ستصحوا الضمائر
مجدي الرسام / بغداد
أن الكثير من الوسائل الحديثة التي سعت من اجل تنشئة النفس البشرية وترويضها من خلال العديد من الأفكار والتوجيهات الهادفة والبناءة للإنسان ومنذ نعومة أظفاره . لذا فان مجمل ما يترسخ داخل النفس من عقيدة ومبادئ شكلتها هذه الوسائل التربوية تصبح في المستقبل وسيلة وأداة لتحريك الدور وتوجيهه مابين الالتزام او الانحراف ... ناهيك عن التربية والحرص والأدب والكثير من النوازع الدينية والقبلية والأخلاقية بل حتى السياسية التي باتت صفة لكل فرد ترافقه حيث يشاء لا اذا شاء ؟
ان الكثير من الامور التي تتطلب حسماً واضحا وفعلا يعطي الدور المثالي من خلال طريقة التفكير والتمنطق وهذا ما يعكس عما يدور من حولنا من قضايا تأخذ مأخذا واهتماما كبيرا لأغلب الأمور في حياتنا اليومية
لست بصدد كتابة نثرا او شعرا او تعريف لمصطلح فلسفي ...
الضمير ... بلا شك , أصحاب الضمائر الحية ممن يخافون الله ويتذكرونه دائماً ... الضمائر اليقظة التي لا تعرف الميل أو الانجرار وراء المغريات المادية ولا تتعارض مع الأفكار والالتزامات الإنسانية .. وهذا ما نطمح اليه في البيت او الجامعة او المؤسسات الرسمية الأخرى التي تنشد النزاهة والقضاء على مسميات الفساد بكل أنواعه . وللأسف فنحن نرى العديد من الشبهات والأفعال التي غاب عنها الضمير الإنساني فهنالك من يدعي الحكم والقضاء رغم انه يحتاج الى الكثير من الجهد ليوفره من اجل شعارات تؤكد عكس ذلك ! .. بعضهم تركوا بصمة واضحة وأسهموا في تراجع المجتمعات والنتيجة ماذا ..؟ السعي وراء المال مقابل مهنة سامية هدفها الاستغلال والعبودية والاحتكار فالتاجر يحاول استغلال الناس بعد سماع زيادة لأجرة الموظف والمتقاعد وبعدها يدعي بانه كسب مشروع للثروة بعيدا عن الضمير ... أما الطب تلك المهنة السماوية الرفيعة والطريق القويم دخلت عليها ايضا نماذج شوهت معناه وأصبح المريض من وجهة نظره فرصة لا تعوض للربح . ولا اريد التكلم عن المؤسسات التربوية وبعض المدارس التي ترغم الطلبة في الاهتمام بالدروس الخصوصية والابتعاد عن منهج الدرس والنظام الصفي داخل المدرسة لمناقشة مسائل السياسة والتنكيل ببعض الاحزاب والسخرية من بعض الشخصيات لحل أمور بعض الوزارات ... بعدها ستظهر النتيجة ويتبين ان التقصير هو المنزل ......... وليس المعلم وغياب الضمير .
اين الرجال التي تنحني لهم القامات ... أين صوت الشعب ... أين .. أين .. أين لا أريد التكلم أو التهجم عل بعض مؤسساتنا الحكومية ولا اتهم شخصا ما ولا اقصد الإساءة لجهة ما لا سامح الله بل أريد طرح موضوع حساس من خلال مفرداتي الركيكة هذه التي لا تعني المعلم او الطبيب ؟ بل تعني الضمير , اقصد الذين فقدوا صوابهم وتركوا جادة الطريق الصواب ابتعدوا عن الامتثال لأوامر الرب ليحققوا مأربهم .
التفخيخ والقتل وهتك الحرمات والتهجير وووو هل كلها تعني الضمير بالنسبة لهم أم إن لها معنى أخر يضمر بباطنه تعريفا عفويا لكل تلك الجمل . أما تعبئة الجماهير والدعم الإعلامي والتوحيد العشائري فانه خطوة نبيلة قد تعيد ما نسي أو أخطا الى المنطق والموضوعية والعقل واتخاذ القرارات ورسم الخطط بشكل وبضوابط حيادية تضمن حدود الله عزوجل وتحكم بالقران والسنة . فمن هذا المنطلق ومن اجل العودة وحفظ النفس وحقن الدماء عقدت عدة مؤتمرات لمخاطبة الضمير الحي وتوعية أبناء المجتمع سعيا من اجل عراق واحد موحد يضع نصب اعينه مخافة الله سبحانه وتعالى والالتفات الى عراق خال من كل أشكال الطائفية والتحزبية التي تفكك ابناء العراق وشعبه ...
فمن هذا المنطلق الشريف شكلت مجالس الصحوات لنبذ العنف والخلافات وتوحيد الكلمة والصف وقد أثبتت نجاحها وبحمد الله
ألا هل من مجلس لصحوة الضميــــر؟؟؟