أحاسيس تائهة... الحلقة التاسعة
خاشع رشيد (بيكَس رشيد)
من مسائيّاتي.
يطلبون بيع السّعادة!!!... جملةٌ رائجةُ مجهولةٌ باقيةُ دون معنى, ودون محلٍّ في الفهم والكتابة.
وأنا أحلم ـ كلّ ما أحلم ـ دائماً إنني أمتلك السّعادة لك, لأجلك وبك. ,أسطّر ما لم لم يسطّر من قبلٍ كي أقدر أن أوصفك, ولن أقدر أبداً, ولن أيأس أبداً, ولن أُفرغ منك أبداً, لا بل سأنتهي مشبعاً في الإسراف منك. دون ارتواء.
لا أكتب كما ينبغي أن يُكتَب. لسوء الحظِ وسوء ما لن يحدث أبداً.
أيّ تحويرٍ يتخيّلون!!... أي تشويه يسعون إليه!!...
ألم يعوا شقاء الأنفاس؟... ألم يحسّوا بغرابة بعض الأشياء؟
تغيّر باستمرار, تمحورات في كلّ مكان, تغيّرات لانهائيّة تكمن في أشكال ألم, واصلة إلى التعظّم, إلى الوقوع في أقبية جمجمة قاتمة. فقد نفسٍ, هيئات لزجة...
تعرّف على مسار القدر من خلال عينيك. يجلس بالقرب خلسةً يترقب كلّ اللمسات. رؤية كما في المخيّلة, مليء بالتّناقض, هادىء إلى حدّ السكون والخجل معاً, مجازياً وبلغته.
ربّما كانت القصّة في مكان غريب من هذا العالم, ربّما كانت في كلّ مكان منه!!
بدايةً من قامشلي ( مدينتي ) من كلّ أزقتها المنسيّة, وكلّ ظلالها القصيرة, وكلّ الأنفس التي لم تأبى أن تتبدّل إلى نواهق.
عذراً حقيقياً من كل العالم, عذراً لأن ليس في المكنة غير ذلك, ولا في الجيوب سوى هذه الشهقة, هذه الأغنية وهذه الدّموع. تماماً كالبقاء بين المصير والمصير. المصير من حيث هو لانهائيّ ومطلق, والمصير من حيث هو نحن وهذا الماضي المستقرّ والفائز دائماً.
راحةٌ أخرى, ربّما هي الأولى فعلياً, بين هذه الفوضى, تناست كلّ الأشياء, وتجلّت أتمّ تجلّي, وبكلّ بساطة تتناكر كلّ ذنوبها في أحياء مدينتي.
لوحة مفاتيحٍ من ذهني ومن مخيّلتي, كنت أعرف أن كلّ ما هو جارٍ ليس إلا بناء الإنسان من حيث لا يدرك أحدٍ, إدراك قد يكون بعيداً عمّا أهدف إليه. تحدٍّ لكلّ الحدود المستقبليّة.
هذه أهم المشاكل المتواجدة في صناعة الظلّ, ظلّ كلّ جملةٍ, كلّ تصوّرٍ, كلّ جميلٍ, وكلّ لاإنسان. حين يكون الظلّ سبباً في قطع لساني, أو قطع ألسنة كلّ أفراد عائلتي.