مظفر النواب وعروس العروبة

مظفر النواب وعروس العروبة ... !

حميد عاشور

يقال بأن الشاعر الوطني هو  ضمير الشعب و الأمة،  فإذا صمتوا المؤرخون و المثقفون و اصيبوا بفقدان الذاكرة، حين إذ يظهر الشاعر ويصرخ بأمته متذكرا ً إياهم الأحداث التي جرت و قد  كانت من اسباب نكبتهم و هزيمتهم. و من هنا يكون كلام الشاعر ليس قوافي و اوزان شعرية فقط، بل تعابير و مفاهيم تستهدف قلب و مشاعر الصاغي له و تهزه حتى يقف امامه  ليقول له : حيـّاك ... أجبت ...

من الشعراء البارزين عند العرب هو مظفر النواب ذو الاشعار الصريحة اللاذعة و إحدى اشعاره هي عروس العروبة و التي يخاطب بها كل الضمائر العربية من الهرم الى القاعدة و يقول من ضمنها:

القدس عروس عروبتكم

فلماذا ادخلتم كل زناة الليل الى حجرتها  ؟؟ 

و وقفتم تسترقون السمع وراء الباب لصرخات بكارتها ...

و سحبتم كل خناجركم

وتنافختم شرفا ً ..

و صرختم فيها ان تسكت صونا ً للعرض 

فما اشرفكم ... الخ

و هنا تكمن حقيقة تاريخية مـُرة مابين القدس و تشبيهها بألعروس ...

هل هي اي العروس ،  تشبيه عابر للشاعر ام حدث تأريخي ؟؟

 ها هو بيت القصيد ...

يحدثنا التأريخ على ان المشروع الصهيوني حينما بدء يبحث عن ارض بلا شعب لشعب بلا ارض، في البدء كانت الأرجنتين مرشحة لهجرة اليهود  لبناء الدولة الصهيونية هناك و من بعدها اوغندا و القبرص وشبه جزيرة سيناء حتى العريش و من ثمة فلسطين .

 فأرسل تيودور هرتسل وهو احد المنظّرين الأيديولوجيين البارزين للفكرة الصهيونية، أرسل بثلاث حاخامات الى فلسطين ــ كانت حينها  قابعة تحت سلطة الاستعمار البريطاني ــ  لدراسة الوضع هناك للتأكد من أنها ( فلسطين ) ارض بلا شعب !

و بعد ذهاب هؤلاء الحاخامات الى هناك  ، شاهدوا بأن فلسطين لها شعب .

فأرسلوا تلغراما الى هرتسل جاء فيه :

ان " العروس جميلة و لكن متزوجة ... !   

و كم من عرائس عربيات و الاحواز من ضمنهـن إقتصبـن حتى قبل فلسطين و اهلهن ما زالوا نائميـن ..؟