المرأة المثقفة
منى كوسا
كيف يمكن للمرأة أن تحقق وجودها كامرأة مثقفة ؟
هل تحتاج إلى تغيير أسلوبها؟
الأنثى أو المرأة يجب أن تنتج ذاتها في العالم وهذا الانتاج يعكس ثقافتها و لا تكتمل شخصيتها إلا بحوارها مع ذاتها ومع الأخر و حوارها مع العالم ,في الوقت ذاته وهذا هو أساس ثقافتها , فحوارها مع ذاتها فقط من دون حوارها مع الاخر والعالم يؤدي بها إلى أن تكون شخصية مستبدة و عديمة الثقافة ,و أما حوارها مع الاخر فقط من دون حوارها مع ذاتها والعالم يؤدي بهاإلى الاستعلاء و يقابلهاالانقيادو التبعية,وأماحوارها فقط مع العالم من دون حوارها مع الذات فيؤدي بهاإلى أن تكون إنسانةعبدة لعالمها و هذا يقودها إلى الفوضى.
ولنتساءل ما هواساس لغة الحوار؟
العقل أعدل الأشياء قسمة بين الناس ,كما وصفه ديكارت وهو أساس لغةالحوار.
ولكي تحقق المرأةذاتهايجب عليها " احترام الكلمة" وهو مظهر من مظاهر احترام الذات و الصدق مع الذات والأخرين , و أن تكون شجاعة في مواجهة رغباتها ونزواتها و رؤيتها لذاتها,كما يجب عليها أن تكون مجاهدة على نفسها الأمارة بالسوء لكبح جماح الهوى ,و التعلم من الأخرين,و يجب أن ينتهي بها الحوارحول أفضل السبل لتطوير ذاتها من جميع النواحي و تحسين ظروف معيشتها , لا أن يشتد بها الصراع مع ذاتها و الأخرين و العالم بل تخرج من عزلتها من الداخل و الخارج و تشغل نفسها بالمفيد و تبدأ بالتغييرالذي جوهره يكون باستعادة ذاكرتهاو أن تتصرف كإمرأة حرة أي تقرر مستقبلها بإرادتها وتعلم أن مصيرها هومن صنع يديها,و تتغلب على مشاعر اليأس والإحباط و انعدام الثقة , أيضاً أن تدخل في حوارعميق و جدي يقوم بتصفيةآثار وذيول الماضي والإيمان بقيمة الوقت و أهداف العمل , وتكون قادرة على تحمل مسؤوليتها و المشاركة من موقعها في العمل على التغيير وتبدأ من ذاتها أولاً وهذا يتطلب منها الصراحة و الشجاعة و الصدق و أن تتحلى بالأخلاق وتتمتع بالأدب , أي تكون هي شخصية ذات وزن وفعل في مجتمعها , عليها طي صفحة الماضي و بدء صفحة جديدة وتعمل على تصفية هواجسها الدفينة و إعادة التوازن لذاتها , بمواجهةماضيها ببصيرة لا أن تخفي عيوبها بسبب الخوف من مواجهة الحقيقةفلا يفيدها هذاإلاأن يجعل جروحها أكثر عمقاً,والأمر يتطلب منها أن تفتح على نفسها فرصة الحرية و المساواة و إبداء الرأي الذي يحفزها على الارتقاء ليرتفع بها إلى مستوى المثل الأخلاقية لا لتلك التي تدغدغ مشاعر الضعف و الأنانية و المصالح الشخصية لديها,بل تسعى إلى تفجير مشاعر الإيمان بالذات و تجاوز المتناقضات و تعمل على روح المبادرة والعمل على إخراج ذاتها من حالة الإحباط و انعدام الأمل بجرأتها على مواجهةمشاكلها بروح الجدية والمسؤولية فكم هوجميل أن تستمع لصوت عقلها وعاطفتها لحظة إدارة الأزمات بدلا من فرقعة اللطمات والشتم بأعلى الأصوات ثم ما أحوجها و الأخرين في المجتمع إلى فتح صفحات التاريخ لإكتشاف أجمل اللحظات , ولتذكرأن كل ابن آدم خطاء ... و خير الخطائين التوابين ,و لتعرف كيف تنهي صراعاتها و تخرج منها بسلام وتعيد الأمل لحياتها من جديد لأنها هي الحياة والأرض الخصبة كما قال الشاعرالفرنسي بول إيلوار:( أيتها المرأةأنت الأرض التي عليها يبنى كل شيء).