هتافات إلى صديقتي المرأة
منى كوسا
لن أتصور نفسي في بوتقة مقفلة أو في بيت نوافذه مغلقة , أرسف قيدي , ألهث خلف السنين , أستعيد أيامي , أبدل أوراقي أعود في ذاكرتي لا أذكر أنني ألحقت الضرر بأحد , واقعية ولكن من أين ينبلج الفجر ؟ من أين أنهض ؟
امرأتي :
دعينا نتأمل بقوة إرادتنا , نتجاوز مشاعرنا بلغتنا و أفكارنا تعالي نقتل الضجر لنخلق عالم حي , لنحفر في الصخر دربا ًو ننبت وسط الجراح ثمراً لنترك أمسنا الهارب ولا نفقد الأمل , لنتوغل في بحر الحياة في أزقتها ونترك آثارنا , نحيي زهرة العمر فينا نتلمس شذاّها . نزرع الحب في نشوة هذا الزمن .
لم نولد لنزرع الطرقات إلى جوار الرجل نستولي عليه في الفجر ونظل أسيره في الغسق , نبذل الجهد لنغريه لبقية العمر أو نجعل وجهنا صبوحاً كاللبن , حلواً كالرطب , نبتسم بلا انقطاع , نزهر دائماً, نلمع كا لمرآة نعطي الكلمات ألواناً قدّر لها أن تغطيه دفئاً, نشبه المخلوقات نتقدم مدفوعين بفعل الريح في حدائقه .
لم نخلق لنتوه في عالمه أو نرحل وراء الموج , علينا أن نضعه أمام ذاته وذوات الآخرين ونشرب نخب التجدد في الحياة , نولد من جديد إلى فجر مسكون بالوعي الإبداعي في حضور العقل المفعم بالأحاسيس , نخترق الحلم , نرسم العالم بالفكر وننشد معزوفة الحب الروحاني .