مغلغة.. لكم عباد الرحمانِ

رابح عداد

[email protected]

لاحظت،خلال الفترة الزمنية الأخيرة،عند مطالعتي لبعض الجرائد الوطنية المتخصصة،و مليكات أجنبية أخرى مماثلة،انشغال ساسة دول أوربية بقضيات اقل ما يقال عنها أنها تمتد إلى حد التدخل المباشر في حرية الرعية الشخصية،بقدر ما تعد جوهر الانتهاك الظاهر تجاه ديانات عدة.. سماوية كانت أو وضعية . هذا إذا ما استنجدنا بالحيز الاصطلاحي العام للتسمية .

 فحين نسمع ان هناك شخصية سياسية مرموقة لها وزنها على مستوى مجلس النواب تطالب الأخيرة بضرورة فرض ضريبة سنوية محددة التسعيرة على النساء الراغبات في اقتناء البرقع الساتر.. و هو تدبير يجري بعد الإجراء الإداري المتخذ،و المتمثل في إلزام المعنية بطرق أبواب السلطات المخولة بغية التقرب إليها بطلبية قبول ارتداء الستار،ثم بعد..انتظار الرد الايجابي من عدمه.

و ذلك في عين الزمن الذي يسن فيه من قبل دولة أخرى تحظى بأغلبية مسلمة ساحقة قانونا يشين و يحظر - أو بالأحرى يهين – احدى سنن الفطرة حين يعمد إلى إلزام الملتحين بعدم الإعفاء المتعدي الثلاثة سنتيمترات.هنا ندرك أيما إدراك، أن المستهدف الوحيد أمام هذه الموجة العاتية هو الدين .. بغض الطرف عن اتجاه المعتقد أو المنبع المتخذ.

و إذ نعتبر الأمر كذلك،فلكون مثل هذه الشعارات قد حظيت بميزة خاصة من قبل المسيحية و اليهودية و عدة ديانات أخرى طبعا،هذا دون الأخذ بعين الاعتبار الحيز الهام الذي يوليه الإسلام عناية شديدة محاطة بالدقة المتعالية و الرؤية السديدة أيضا.

سيما إذا عززنا ذا بإضافة ان ند ذي الأمور التي ترى ببساطة ولا يعار لها أي اهتمام تام من طرف العوام،هي في الجوهر منوطة بصميم الدولة،و ذلك نظرا للعلاقة الوطيدة الجلية بين الجانب اللاهوتي المكون لشخصية الفرد و البنية التحتية المتماسكة في ما يمتد إلى جمع المجتمع على الكلمة الواحدة عند رضى الشعب. و هو مطمح كل فكر ايجابي،فكيف إذا ما سما و جاء من وحي الرب جل و علا حين حبب التعارف و حبذ على التعايش و التآلف.

و منه،فلا شك أن قمع الحريات الدينية كهكذا طرق قد يقذف مباشرة روح الغضب في قلب كل إنسان غيور على معتقده،الأمر الذي يدفع بأفراد..و لو بقدر تعداد الأصابع..إلى إحداث ردود أفعال مجهولة النتائج،و هذا خلال محاولة إرجاع هؤلاء العزة للشعيرة الممسوسة،أو رفع راية الاحتجاج الانتقامية بوسائل إرهابية تخريبية دون الالتفاتة إلى السلمية منها حتى.

هذا إذا ما اعتمدنا-بحمق و سذاجة-على تعمير القضية من حيث مستوى سائر الديانات المذكورة و الأخذ بعين الظن أن الحكر يمس حتى أصحاب الدير و الكنائس من رهبان و أحبار.

أما و إن يقتصر الأمر ليسنثني فئة امة الإسلام و إدراجهم في حيز التطبيقات الإجرائية المنصوصة كما فات قريبا،فههنا،لا يسع إلا التأكد أن المسعى المسطر هو كسر الشوكة الإسلامية لا غيره،فالحذر الحذر..الحذر الحذر.

و إن قيل:ان كذالك أئمة المساجد و المرشدات قد سقطت عنهم أيضا كهذه إجراءات،أمرهم أمر غيرهم من مسؤولي الأمكنة المقدسة الأخرى.نرد:ان ليس في ما جاء به نبي الله محمد صلى الله عليه و سلم قاعدة تدعى هرمية التفضيل بحسب منصب القائم على بيت الرب،بل أهل الإسلام –من ذكور و إناث ككل-في تعداد العباد الزهاد،و الأكرم عند المعبود سمي الجد اتقاهم.فتنبه..