خواطر من الكون المجاور

( الخاطرة 3 : قانون المنطقة الذهبية)

ز. سانا

أخذت اﻷم طفلها جيميس ذو العامين من العمر وذهبت تتبضع بعض الحاجيات الغذائية والمنزلية من السوبر ماركت القريب من الحي، وبعد أن ملأت عربتها ببعض اﻷشياء توقفت في قسم بيع ال...لحوم لتشتري ما تحتاج إليه ،لمح إبنها الصغير قسم اﻷلعاب على بعد عدة أمتار فركض فرحا ليختار واحدة لتشتريها له أمه ، صرخت به أمه ولكن فرحة جيمي برؤية اﻷلعاب كانت اقوى من صوت أمه فتابع جريه نحو اﻷلعاب، فهمت اﻷم لهفة إبنها فتركته يذهب ويتفحص اﻷلعاب ، وبينما الجزار يجهز لها ماطلبته راحت هي تراقب إبنها جيمي فرحة لتلك الفرحة التي رأتها على وجهه وهو يركض نحو اﻷلعاب، كان بالمقربة منه طفلان صغيران يتفحصان كذلك بعض اﻷلعاب. 

عندما إنتهى الجزار من تحضير ما طلبته اﻷم أخذته وسارت بالعربة نحو قسم اﻷلعاب ولكنها لم تجد إبنها هناك وظنت أنه ربما لفت انتباهه شيئا ما في مكان قريب وراحت تبحث عنه في اﻷماكن القريبة من قسم اﻷلعاب ولكن دون جدوى.. تسلل الخوف إلى قلبها وبدأ يرتعش فصارت تبحث عنه صارخة ..جيمي. ..جيمي. .جيمي. وبدا صوتها يعلو في كل مرة تنادي عليه ونبرتها تزداد فجعا. فتجمع الناس حولها لمعرفة ما يحدث وحضر مدير السوبر ماركت وصار الجميع يبحث عن الطفل ولكن الصغير جيمي لم يكن له أي أثر داخل السوبر ماركت فحضرت الشرطة وعملت محضرا وعممت على المركز فتلقى جميع رجال الشرطة الخبر وراحوا يبحثون عن الطفل جيمي.

في اليوم التالي وجد رجال الشرطة جثة جيمي على السكة الحديدية وبعد البحث في تفاصيل القضية تبين لهم أن الطفلان اللذان لم يتجاوزا العشر سنوات من العمر واللذان كانا بالقرب من جيمي في قسم اﻷلعاب تمكنا من خداع الصغير جيمي واستدراجه خارج السوبر ماركت ليذهبا به من هناك باتجاه سكة الحديد و هكذا ومن دون أي سبب راحا يشبعانه ضربا ، فقط ليشعرا بمتعة هذا الضرب ومتعة إيذاء الآخر! وعندما وصل جيمي المسكين إلى درجة لم يعد جسمه الصغير يتحمل الآلام المبرحة توقف عن البكاء والحركة عندها عرف الطفلان أنه قد مات فتركاه وفرا هاربين من نتيجة سوء عملهما. 

ربما فقط اﻷمهات يستطعن إدراك هذا الإحساس تماما مثلما شعرت به هذه اﻷم المسكينة التي فقدت طفلها الصغير بهذه الطريقة المفجعة والله وحده يعلم كم هي عدد الليالي التي لم يغمض لها فيها جفن وهي تتخيل إبنها جيمي الصغير مرميا على اﻷرض والطفلان يشبعانه ضربا بينما هو يصرخ من اﻷلم ويناديها لتنقذه من تلك الضربات الموجعة التي انهالت عليه ضربة وراء اﻷخرى دون أي رحمة أوشفقة..في تلك اللحظات ستشعر هذه اﻷم وكأنها تسمع حقيقة صرخات إبنها وهو يبكي من الألم وستجد نفسها أنها لا تستطيع أن تفعل شيئا سوى أن تراه أمام عينيها يبكي ويتألم ويصرخ.....مشهدفظيع يعرض باستمرار أمام عينها كل ليلة ولن يستطيع أحد مسحه من أمامها ﻷنها أم .... اﻹحساس بعذاب الضمير ﻷنها تركته يذهب ويبتعد عنها سيجعلها تفكر ساعات وأيام وليالي، وتساؤلات عديدة ستجعل رأسها مثقلا بالتفكير والبحث عن إجابة تريح ضميرها. ..أي خطأ ارتكبته هذه اﻷم ليقتل طفلها بهذه الطريقة المؤلمة ؟ هل أخطأت حين أخذت صغيرها معها إلى السوبر ماركت ؟ ولكن هل من المعقول ان تتركه وحده في البيت لمدة ساعة أو أكثر كيف كانت ستضمن من أنه لن يؤذي نفسه بشيء!..ثم هي لم تذهب إلى الغابة لتأتي ببعض الطعام و لتلقى هناك في طريقها بعض الحيوانات المفترسة التي من الممكن أن يوقعوا اﻷذى بطفلها ،و لا إلى منطقة تعيش فيه معارك حربية لتخشى من انفجار قذيفة عشوائية قربها قد تؤدي إلى قتل طفلها!. ... إلى السوبر ماركت هي ذهبت مع طفلها في مدينة من مدن بريطانيا التي يفتخر طلاب الدول النامية بأنهم يدرسون في جامعتها ويكتبون بالخط العريض على لوحة منازلهم خريج جامعة (.... ) البريطانية..... في هذه الدولة المتقدمة تعيش هذه الأم وفي إحدى محلات السوبر ماركت كانت قد دخلت مع طفلها....فأين هو ذنبها من كل هذا؟... وعندما كانت تنظر إلى إبنها في قسم اﻷلعاب فرحا يتفحص بعضها لم ترى قربه حيوانا مفترسا أو مجرما سفاحا يقترب منه لإيذائه فهي لو رأت شيئا كهذا لكانت تركت كل شيء وركضت نحو إبنها لحمايته ولم تكن لتدع الحيوان المفترس أو المجرم أن يمس شعرة واحدة من طفلها قبل ان يمر فوق جثتها هي أولا...لأنها أم وستتصرف كأم....ولكنها كانت قد رأت مجرد طفلين صغيرين لم يتجاوزا العشر سنوات ! .طفلان بسن البراءة...هكذا يقول المسيح في اﻹنجيل ( الإنسان يدخل الجنة عندما يصبح مثل هؤلاء اﻷطفال ) وهذا هو رأي جميع الديانات أيضا ..لذلك اطمأنت على سلامة طفلها.... فأين هو ذنبها ؟....أهو لأنها صدقت كلام المسيح و رأي الديانات في اﻷطفال.... لتدفع ثمنه بأبشع أنواع العقاب طوال حياتها ؟

هذه الحادثة حدثت قبل /22 /سنة، ويوم وجدت الشرطة جثة الطفل جيمي كان يوم/ 14/شباط الذي يحتفل به العشاق ( عيد فالنتين) في ذلك اليوم وبدل أن تتكلم اﻷخبار والبرامج التلفزيونية عن موضوع عيد العشاق كانت تتحدث عن عملية خطف ومقتل الطفل جيمي التي هزت الشعب البريطاني بأكمله وظل هذا الموضوع يشغل برامج وصفحات ووسائل اﻹعلام ﻷيام عدة. يقول المثل "قد ينسى المرء من شاركه ضحكته ولكنه لن ينسى من شاركه دمعته " وللأسف دمعة أم جيمي المسكينة يبدو أنها لم يشاركها بها إلا القليل القليل، وكل ماحدث من إهتمامات من وسائل اﻹعلام كان فقط من أجل الربح المادي ﻷن جريمة جيمي كانت تجذب المشاهدين ،وهكذا بعد سنوات قليلة جميع وسائل اﻹعلام تلك التي تحدثت عن هذه الجريمة وعن مأساة اﻷم المسكينة، هي نفسها انطلقت تكتب بالحماس نفسه عن سلسلة روايات واﻷفلام البريطانية (هاري بوتر )،دون أن يعلم أحد أن سبب ولادة ظاهرة (الجريمة الطفولية )التي كانت ضحيتها الطفل جيمي وغيره من اﻷطفال هو المنطق الفكري نفسه الذي كتبت به روايات هاري بوتر! ولكن حتى يستطيع الصحفي أو العالم اﻹجتماعي أو الطبيب النفساني أن يرى العلاقة بين جريمة جيمي وأفلام هاري بوتر يجب عليه أن يغور في أعماق اﻷشياء ليصل إلى المنطقة الذهبية وهذا يتطلب ثقافة روحية مختلفة عن ثقافة العصر الحديث المادية التي يكتسبها الطلاب في جامعات بريطانيا والعالم بأكمله والتي لا ترى سوى سطحية اﻷشياء.

كل نشاط فكري مهما كان. ..فيلم سينمائي. أغنية...لوحة. ..قصيدة. .رواية...نظرية. ..رأي علمي. .إكتشاف علمي أو تاريخي.. . وكل حدث وكل شيء في هذا الكون له منطقة ذهبية تكشف حقيقة الشيء أو الحدث وأهميته في تطور الكون والحياة والحضارات والمجتمعات الصغيرة والكبيرة. .....إن السبب اﻷول في وصول العصر الحديث إلى هذه الوحشية التي لم يعرف مثلها في تاريخ اﻹنسانية هو العمى الروحي الذي أصاب كبار المفكرين وجعلهم لا يستطيعون التغلغل في دراسة اﻷشياء للوصول إلى أعماق الشيء أو الحدث لرؤية المنطقة الذهبية فيه والتي من خلالها يمكن فهم حقيقة ما حدث وما يحدث والتنبؤ بالنتيجة الحتمية لهذه اﻷحداث التي ستظهر في المستقبل.

فمهما تكلم الناقد عن عظمة الفنان في لوحة معينة ..عن اﻹبداع في تدرج اﻷلوان أو تصارع الخطوط وتناسق عناصر اللوحة و..و..و..كل هذا الشرح بالنسبة للإطفال والمراهقين سيكون كلاما فارغا و سيدخل من أذن ليخرج من الأذن اﻷخرى! وما سيدخل في عقلهم الباطني ويبقى هناك وربما إلى اﻷبد هو المعلومة الموجودة في المنطقة الذهبية لهذه اللوحة فإذا كانت هذه المعلومة إيجابية فهي ستساهم في تنمية القيم والمبادئ اﻹنسانية فيهم وهؤلاء بدورهم عندما يكبرون سيساهمون بشكل إيجابي في بناء مجتمع حضاري سعيد. أما إذا كانت المعلومة في المنطقة الذهبية سلبية فسيحدث العكس تماما ونصل إلى مجتمع فقير روحيا يعاني من اﻹنحطاط في جميع العلاقات اﻹنسانية،وللأسف هذه هي حقيقة ما يحدث اليوم. ..عمى روحي مطلق في رؤية المنطقة الذهبية في كل شيء..جوائز عالمية كالنوبل والاوسكار وغيرها وغيرها تعطى ﻷشخاص ساهمت أعمالهم بشكل كبير في دمار و إنحطاط المجتمعات اﻹنسانية.

لرؤية المنطقة الذهبية في العمل الفني أو النظرية العلمية أو في الحدث أو الشيء يحتاج إلى ثقافة جديدة مختلفة كثيرا عن ثقافة العصر الحديث التي تتصف بإحتوائها على كميات كبيرة من المعلومات، بلايين البلايين من المعلومات ولكن جميعها توجد في حالة عشوائية وفائدتها محصورة فقط في النواحي المادية ولكن اﻹنسان ليس حيوانا فهو كائن روحي قبل أن يكون كائن مادي لذلك فإن فائدة هذه المعلومات ضئيلة جدا في تحقيق السعادة اﻹنسانية لهذا السبب تعتبر هذه الثقافة ذات نوعية رديئة و ليس لها المقدرة في الحفاظ على إستمرار النوع البشري على سطح اﻷرض. وهذا يعني أن اﻹنسانية بفضل هذه الثقافة المزيفة تسير نحو اﻹنتحار بشكل تدريجي.

من الصعب شرح المنطقة الذهبية بشكل مفصل في كل نوع من أنواع النشاطات الفكرية في صفحات هذه الخواطر ولكن من خلال معرفة قوانين الكون المجاور وكذلك اﻹحساس بها يكتسب القارئ خبرة في عدم التأثر من خداع مميزات قشور اﻷشياء وبدلا من تضييع وقته فيها يرى نفسه يغور في أعماق هذه اﻷشياء ليصل إلى المنطقة الذهبية ليتفحصها ويدرسها ويرى نوعية المعلومة التي تخفيها فيما إذا كانت سلبية أو إيجابية. ..تساعد في إزدهار المجتمع أم في دماره....وسأعطي لكم هنا مثالا بسيطا يساعد في فهم سبب زيادة حب العنف وسفك الدماء عند بعض المسلمين والذين يزداد عددهم مع مرور الزمن بشكل مخيف نتيجة جهل علماء الدين اﻹسلامي بفلسفة المنطقة الذهبية!.

قبل سنوات قليلة وفي شهر رمضان أحد المحلات التجارية العربية في مدينة أثينا راحت توزع مجانا كتيبا صغيرا يحمل عنوان " نفحات رمضان"

صورة ‏عين الروح‏.

 في كل صفحة يذكر بعض اﻷيات القرآنية واﻵحاديث الشريفة وأشياء أخرى لها علاقة بالدين وتاريخ اﻹسلام، لتساعد المسلم الصائم - حسب رأي الناشر -في التقرب أكثر من الله عز وجل وليعلم أكثر عن دينه اﻹسلامي....الفكرة جيدة جدا وليت كل غني يعطي شيئا بسيطا جدا من ماله ليطبع كتيبات صغيرة ويوزعها مجانا على الناس. ولكن على شرط أن تذهب لفعل الخير ،وليس لتدمير اﻹنسان وتشويه اﻹسلام ونشر الفتنة والعداوة بين الشعوب والديانات كما يحدث في هذا الكتيب الذي أتكلم عنه.

إنظروا إلى الصورة رقم 3 لبضع ثواني ( الرجاء النظر إلى الصورة ثم العودة لمتابعة المقالة).

 

ستجدون أن أول منطقة رأتها عينكم هي منطقة ( الدعاء ) والذي كتب فيه (اللهم أحصي اليهود عددا.....) وسبب رؤيتها أولا هو وجودها في المنطقة الذهبية ،فإذا إعتبرنا ان الصفحتين معا يشكلان لوحة فإن مكان المنطقة الذهبية يوجد في منطقة مستطيل (الدعاء ) هكذا ترى العين والسبب الآخر هو كتابة كلمة (الدعاء ) بخط كبير سهل القراءة وثالثا أن المنطقة ملونة بلون مختلف عن الألوان اﻷخرى ويساعد على جذب نظر القارئ إليها مباشرة، فمثلا إذا كتبنا فقرة من عدة جمل ولونا جملة واحدة من هذه الجمل بلون مختلف عن بقية الجمل فإن نظر القارئ سيذهب أولا إلى هذه الجملة ذات اللون المختلف ،ﻷن تلوينها بلون مختلف عن بقية الجمل حولها إلى منطقة ذهبية في الفقرة. 

بنفس الطريقة تم تحويل (الدعاء) إلى منطقة الذهبية للصفحتين.اﻵن تعالوا نقرأ الدعاء المذكور في هذه الصفحة (اللهم أحصي اليهود عددا، وأهلكهم بددا ،ولا تبقى منهم أحدا ) من صاحب هذا الدعاء لا أعلم. لننظر إلى دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم المذكور في نفس الصفحة على يمين مستطيل الدعاء ولنقارن بين اﻹثنين. الرسول عليه الصلاة والسلام يقول وهو يقف على قرية باب خيبر اليهودية ( اللهم. .....نسألك خير هذه القرية ،وخير أهلها ،وخير ما فيها ،ونعوذ بك من شر هذه القرية ،وشر أهلها ،وشر ما فيها ) . في دعاء الرسول نرى أنه قد فصل بين أعمال الخير واعمال الشر و طلب من الله أن يحمي الخير في اليهودي الصالح وان يهلك الشر في اليهودي السيء. ولم يعمم موضوع الهلاك على جميع سكان هذه القرية اليهودية. تمعنوا جيدا في دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام فهو لا يطلب من الله أن يهلك اليهودي السيء ولكنه يطلب منه أن ينزع الشر منه ليتحول إلى إنسان صالح.....والسؤال هنا : ما علاقة دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام مع ذلك الدعاء الموضوع في المنطقة الذهبية للصفحة ؟ دعاء الصفحة هو ان يهلك جميع اليهود اﻷطفال والنساء والشيوخ واليهود الطيبين واليهود الفاسقين هكذا فطالما أنه يهودي فيجب عليه الهلاك ،هذا الدعاء تقشعر له اﻷبدان ،وهو ليس دعاء إنسان مؤمن ولكنه دعاء فرعون نفسه المغضوب عليه والذي أهلكه الله هو ومن معه.

لا أدري عندما سيقرأ إنسان راشد هذه الصفحة ماذا سيبقى منها في عقله الباطني فهذا يختلف من إنسان إلى إنسان حسب المعلومات السابقة الموجودة في عقله وعقله الباطني. ولكني متأكد تماما أن إنسان تحت سن الرشد عندما سيقرأ هذه الصفحة الشيء الوحيد الذي سيبقى في عقله الباطني إلى اﻷبد هو دعاء فرعون أما دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام وما يوجد في الصفحة من آيات قرآنية وأحاديث شريفة فإنها ستنتسى بعد فترة زمنية قصيرة. وسيتحول هذا الفتى إلى مسلم مزيف، سفاح من قوم فرعون و بإسم الله وبإسم اﻹسلام سيمارس الإرهاب وسفك الدماء ليس ضد اليهود فقط ولكن ضد جميع الشعوب والديانات وسيصرخ الله أكبر وهو في الحقيقة الد أعداء الله واﻹسلام.

الكتيب بأكمله وبسبب جهل أصحابه بفلسفة قانون المنطقة الذهبية تم تصميمه بطريقة خاطئة يعطي عكس النتيجة المطلوبة منه . لذلك نرى في المستطيل الأفقي (أضف إلى معلوماتك ) في أسفل الصفحة الذي يذكر فيها حدث هام وقع في ذلك اليوم من أيام شهر رمضان الذي يحمل رقم الصفحة نجده لا يذكر سوى احداث لها علاقة بالحروب وكأن تاريخ الإسلام لا يوجد به سوى حروب وقتال مع اﻷمم والديانات المجاورة، فمن أصل /30/ يوم رمضاني يذكر/ 21/ ذكرى حوادث لها علاقة بالعنف مثل.....هدم مدينة عسقلان. ..معركة البويب..أبو ملجم يطعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه....إنتصار طارق بن زياد على الملك الصليبي رودريك. ..معركة بلاط الشهداء. ..معركة عين جالوت....فتح بلجراد...فتح إنطاكيا. ..فتح. .فتح. ..اما في الصفحات الباقية فتذكر وفيات...وفاة خديجة. ..وفاة فاطمة.....بعبارة أخرى الكتيب لا يذكر حادثة واحدة لها علاقة بتعاليم الدين اﻹسلامي التي ساهمت في ولادة الحضارة اﻹسلامية التي تعترف جميع جامعات العالم بدورها الكبير في في حماية العلوم وتطوريرها ونشرها في الشعوب المجاورة لتنقذها من عصور الظلام التي كانت تمر بها . أما في هذا الكتيب فيبدو وكأن الله أنزل الدين اﻹسلامي فقط ليحرض المسلمين على حمل السلاح وقتل اﻷعداء. 

هذا الكتيب الصغير رغم أنه يذكر العديد من اﻵيات القرآنية واﻵحاديث الشريفة ولكنه في الحقيقة خالي من نور الله ﻷنه تم فيه تشويه اﻹسلام وبأبشع طرق التشويه لذلك بدلا من أن يساعد في إزدهار المجتمع اﻹسلامي كما حدث في عصر الحضارة اﻹسلامية، سيساهم في جعل الشعوب اﻹسلامية في نظر الغرب على أنها دول متخلفة علميا ودينيا وإجتماعيا . معظم المؤلفات العربية والعالمية بما فيها الكتب المدرسية اليوم وللأسف مكتوبة بهذه الطريقة فهي تكتب عن اﻷخلاق. .عن المبادئ اﻹنسانية، عن التعاليم السامية في الديانات . .عن الخير ،عن التضحية والوفاء،عن ،،عن ......ولكن لا شيء من هذا يدخل في نفوس القراء تحت سن الرشد ﻷن المعلومة الموجودة في المنطقة الذهبية لكل فقرة ولكل موضوع منها يحوي على معلومة سلبية وهذه هي التي تدخل العقل الباطني في هؤلاء وتغير سلوكهم إلى اﻷسوء، تماما كما يحدث في الكتيب (نفحات رمضان )الذي ذكرته كمثال...أما المعلومات اﻷخرى ( من اﻷخلاق والمبادئ اﻹنسانية. ..) فتدخل من إذن وتخرج من الأذن اﻷخرى وكأنها غير موجودة أساسا في تلك الكتب.

لفهم قانون المنطقة الذهبية لا بد أن نعلم أن كل شي حولنا مهما كان ،له تأثير معين على الروح. مثلا كل لون له تأثير معين ، اللون اﻷحمر مثلا تأثيره مختلف عن اللون اﻷزرق. .وكل خط له تأثير مختلف فرؤية الخط اﻷفقي مثلا له تأثير على الروح مختلف عن تأثير الخط الشاقولي. .نغمة الصوت يختلف تأثيرها من نغمة إلى أخرى.....العواطف والغرائز. .أشكال وأنواع الحركة. ...أنواع الروائح التي يشمها الأنف. .أنواع الطعم مالح.،حامض. .حلو.،،كل مجموعة من هذه اﻷنواع من الإحساسات..لها منطقة ذهبية...مثلا الخط المائل هو المنطقة الذهبية في الخطوط ﻷن تأثيره على الروح أقوى من تأثير الخط اﻷفقي أو الشاقولي..لذلك الشي الموجود بخط مائل في اللوحة سيبقى في فكر المشاهد لفترة أكبر بكثير من الشي الموجود على الخط الأفقي ﻷن الشيء الموجود على الخط المائل هو المنطقة الذهبية في الصورة. إذا رأينا نفس الشخص في عدة صور فإننا سنتذكر الصورة التي يرتدي فيها قميص احمر أكثر من الصور التي يرتدي فيها اﻷزرق أو اﻷخضر ﻷن اللون اﻷحمر أقوى من اﻷلوان اﻷخرى،عندها تصبح هذه الصورة هي المنطقة الذهبية للصور ﻷنها ستبقى في فكر المشاهد لفترة زمنية أطول بكثير من بقية الصور.

الغريزة الجنسية أقوى من جميع العواطف والغرائز في اﻹنسان وهي تعتبر المنطقة الذهبية في أحاسيس اﻹنسان. ..لذلك الفيلم الذي يحوي مقاطع إثارة جنسية فإن هذه المقاطع تصبح هي المنطقة الذهبية للفيلم وهي التي ستبقى في عقل الباطني في اﻹنسان وخاصة في سن تحت سن الرشد. ومهما كان الفيلم يتكلم عن موضوع إنساني. .مثلا عن المبادئ اﻹنسانية وعن ظلم القوانين اﻹجتماعية وعن نهك حقوق العمال و...و..و.. اﻹنسان سينسى كل شيء عن هذه المواضيع اﻹنسانية ولن تؤثر على سلوكه بشيء وسيبقى في عقله الباطني فقط ذلك المقطع الذي أثاره جنسيا وهو الذي سيؤثر على سلوكه . .وللأسف جهل هذه الفكرة عند مفكري الغرب في بداية السبعينيات أدى إلى إنتاج الكثير من هذا النوع من اﻷفلام والتي حصدت جوائز عالمية وبدلا من أن تلعب دور إيجابي و تساهم في تحسبن القيم اﻹنسانية في المجتمع الغربي نراها قد لعبت دور سلبي وساعدت على تفشي اﻹباحة الجنسية وزيادة نسبة عمليات اﻹغتصاب والشذوذ الجنسي وإنتشار مرض اﻹيدز والمخدرات. 

إن جهل ثقافة إنسان العصر الحديث بفلسفة المنطقة الذهبية أدى شيئا فشيء إلى تدمير البيئة الروحية للأطفال، وليس من الصدفة أن آلاف المقالات وآلاف التحليلات النفسية واﻹجتماعية كتبت بخصوص العنف عند اﻷطفال من علماء نفس وعلماء إجتماع وفلاسفة ومفكرين ولكن بدلا من حل هذه المشكلة أو الحد منها نجد أن معدل حوادث هذه الظاهرة تزداد يوما بعد يوم بشكل مخيف. والسبب هو أن كل ما كتب عن هذه الظاهرة لا يتعدى قشور هذه المشكلة أما المنطقة الذهبية لهذه الظاهرة فلا أحد يكتب عنها. إن ظهور السلوك اﻹجرامي في عالم اﻷطفال لا يعني سوى خروج اﻷطفال من الكون المجاور بسبب دمار البيئة الروحية التي تحيط بالطفل . وهذا يعني بالتالي غياب الرعاية اﻹلهية في سلوكهم وهذا يحدث ﻷول مرة في تاريخ اﻹنسانية. في المجتمعات التي خرج اﻷطفال فيها من الرعاية اﻹلهية لا أحد يستطيع ضمان أي شيء في مكان تواجد اﻷطفال سواء كان مدرسة أو نادي أو اللعب في الشارع ،ففي أي لحظة يمكن أن يشارك أي طفل سواء كان من عائلة مستقيمة أو عائلة فاسدة في هذه الظاهرة سواء كضحية أو كمتهم. ﻷن عالم اﻷطفال عالم غريب ومهما بلغت علوم اﻹنسان تطورا. .ستبقى الرعاية اﻹلهية هي أضمن حل لتأمين سلامة اﻷطفال وحمايتهم من روح السوء التي تدفع اﻷطفال إلى الدمار الذاتي . عندما يكون اﻷطفال تحت الرعاية اﻹلهية هذا يعني بأنهم في عين الله وكلما كان الطفل بكامل إحساساته في الكون المجاور كلما كانت الرعاية اﻹلهية أقوى في حمايته من جميع اﻷخطار مهما كان نوعها.

قبل عدة أيام سمعت خبرا في نشرة اﻷخبار أن الشرطة البحرية اليونانية عثرت على جثث عديدة لها أربع أيام في مياه البحر لأشخاص من عدة جنسيات من الدول النامية ، حاولوا الدخول إلى اليونان تهريب..ومع هذه الجثث وجدوا طفلة سورية بعمر ( 18 شهر ) لا تزال على قيد الحياة. ..لها أربعة أيام تطوف على سطح الماء ،أهلها لم يستطيعوا تحمل المياه الباردة فماتوا فأخذتها فتاة بعمر /19/ عام في حضنها وظلت تضمها في حضنها أربعة أيام وهي تصارع اﻷمواج . ..هذا الخبر أدهش المجتمع اليوناني وإعتبروا الحدث معجزة إلهية. ..عدد كبير من العائلات اليونانية قدموا طلبات لتبني هذه الطفلة اليتيمة لتعيش معهم كإبنتهم ﻷن والداها لم يكتب لهم النجاة....في هذه الحادثة العلم يرفع يديه عاجزا عن تفسير ما حدث مع هذه الطفلة ويبقى السؤال هو : هل تفكيري وكتابتي عن قانون العناية اﻹلهية في الكون المجاور الذي ذكرته في المقالة السابقة وتابعته في هذه المقالة و التي خصصتها لأتكلم عن دور الرعاية اﻹلهية في حماية اﻷطفال هو الذي أنقذ هذه الطفلة السورية الصغيرة لتكون لي إثبات إلهي على صحة أبحاثي.وكذلك لأتابع كتابة مقالاتي (خواطر من الكون المجاور ) وأنا أشعر بنوع من راحة الضمير فيما أكتب وبأن ما أكتبه لا يعارض القرآن أو اﻷحاديث الشريفة وأن الله معي! !؟. ...هل هناك إحتمال أن يكون هذا حقيقة ما حصل ؟ أترك لكم اﻹجابة على هذا اﻹستفهام. 

ز. سانا

(في الصفحة 98 من كتاب الرموز واﻷرقام في الفكر اﻹلهي يوجد شروحات أخرى عن معنى وفلسفة قانون المنطقة الذهبية مع عدة أمثلة مختلفة عن بعض المناطق الذهبية في بعض اﻷشياء المجودة حولنا )

 فيعُيدُنِي كرْها ً إليْه...