ذو الوجهين
حازم حسين
ذاك الذي يلقاك بالود والبشر وربما أخذك بالاحضان وحين تنصرف عنه فهو الحية الرقطاء.. عياذا بالله
أي إنسان هذا الذي يتلون بمائة لون وشكل؟؟؟
من القواعد المقررة شرعا وعقلا وعرفا أننا نأخذ البشر بالظاهر والله يتولى السرائر وحسب المسلم من أخيه مايعلنه .
أما ما نشاهده اليوم من مظاهر النفاق الاجتماعي أو ما يسميه البعض باللياقة أو الديبلوماسية فهو مظهر غريب وشاذ يتنافى مع أبسط قيم الدين أو الاخلاق..
أكتب هذا وفي نفسي الكثير من الحيرة والالم على واقع معوج ومرير بات يسير حركتنا ويحكم علاقاتنا وتصرفاتنا!!!!
كنت قبل أيام قلائل أزور زميلا لي في مكتبه , في أثناء الزيارة دخل عليه شخص ممن يعرفه فتلقاه بالاحضان وبعبارات الشوق وخاطبه بكل الود والاحترام وأبدى له البشاشة واللطف وحسن الضيافة وحين ولى وجهه( الضيف) انقلب صاحبي على الضيف مكيلا له كل التهم ناعتا اياه بأبشع التهم وأقذعها ..
الحق أني وقفت حائرا بعض الوقت وأنا اسمع منه كم الذم الذي تعرض له ذلك المسكين , ثم بادرته بسؤال بسيط ومباشر : ولم تضطر الى أن تستقبله بكل هذه الحفاوة والترحاب؟؟؟ طالما أنه بهذه المواصفات الشنعاء التي تتحدث عنها فما المبرر لكل هذه المواربة والتصنع ( طبعا حاولت أن أخفف من العبارات قدر الامكان)..
رد علي مسرعا : ياشيخ الرسول صلى الله عليه وسلم يقول( والله انا لنبش في وجوه اقوام وقلوبنا تلعنهم)!!!
رددت عليه بصورة سريعة: لايمكن أن يكون هذا الكلام من قول الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم- الحق أني ردي لم يكن مبنيا على علم أو اطلاع مسبق بهذه المقولة بل كان ردا عفويا مبنيا على منطق بسيط يقول : أن هدي الرسول الكريم لايمكن أن يسير وفق هذه المقولة غير المنسجمة مع تعاليم الاسلام وهدي المصطفى عليه السلام ..
بالفعل راجعت المقولة من أمهات الكتب المعتبرة فاتضح أن العبارة منقولة من صحيح البخاري بلسان ابي الدرداء ( الصحابي المعروف) وفي سياق تفسير قوله تعالى ( الا أن تتقوا منهم تقاة)..
فانظروا بالله عليكم كيف تجتزأ النصوص بما يوافق الاهواء و الرغبات ,وبدون تثبت أو تمحيص؟؟!!