رحلة العودة عن طريق الأقصى
عصام أبو الدهب
الطريق يا أبنائي طويل طويل
هكذا بدأ الشيخ العجوز
ذو اللحية القصيرة
ترتعش يداه
تفتر جفونه
ويعاوده الحنين إلى نصائحه القديمة
الطريق يا أبنائي
ويسكت سكتته الأخيرة
.. .. ..
يكمل ولده الأصغر
ناصحا أخوته
الطريق يا أخوتي
غائر في أزمان المجاهيل والأساطير
تائه في سراب الظلام
الطريق يا راحلون إليه غير ما تحلمون
إنه هنا في كف يدي
على كتفي
ليس ما تحلمون به
لا بد أن نستعيد المجهول
ونحي الأساطير من جديد
أتدركون أين؟ نحن؟ نعيش!
نعيش حيث الأحلام بالرحيل تراود الكبير والصغير
أربعون عاما ونحن نعيش الشتات
ومن قبله أعوام وأعوام
مشتتون في وطننا المسلوب بإرادة الكسير
الموضوع سما في كأس المقاومة
الوطن المُغَرَّبُ عنا ونحن فيه
الوطن يا إخوتي محاصر بنا
محاصر من جميع الجهات
بكل الألوان المتاحة
بالسلام
بالفساد
بالسلطة
بالدستور
بالسنان
بكل السينات التي تحمل في سنونها
كل سكاكين خيانة الوطن
يا وطن... لا تكفكف دموعك
ولا حتى تمسحها
وأملأ الوديان والجفان والقدور
حتى أكواب الشاي
القابعة في القهاوي
وفناجين القهوة
الدائرة في الدواوين
وأغرق فيها الجميع
لا تستثني أحدا
فأنت أكبر من الجميع
وأنت أعظم من الجميع
وأنت في النهاية
اليتيم
وأنا ابن اليتيم