خواطر إنسانية 1

خواطر إنسانية

-1-

نبيل جلهوم

[email protected]

1.    حين يمطرونك بإهتمامهم , وتخرج كلماتهم مفعمة بصدق مشاعرهم , فهنا تصير صحبتهم لك شرفا وفخرا , ورفقتهم والقرب منهم لك فيه عزّة ونعمة , بل و قد يجبرك هؤلاء بذلك على أن تجعل من خدمتهم وتمييزهم عن الخلق لازمة طبيعية من اللوازم التى تجعلها علي عاتقك ومن الواجبات التى يستحقونها منك , ويزداد لهم الوفاء فلا يستطيع غيرهم أن يزاحمهم فى مساحة قلبك مهما غابوا عنك أو أبعدتك المسافات عنهم وحالت دونهم الصعاب, فيبقون هم وحدهم يحتلون القلب ويملكونه , ولم لا  بعدما أسروك بجمال وروعة فى طبائعهم لم تجد لها رائحة فى هذا الزمان إلا بعد أن عرفتهم وصرت بهم ومنهم      

 ______________________________________  

2.      تعاطَف 

تعاطف مع الآخرين دائماً واسع إلى مساعدتهم فإن ذلك يلقي ترحيباً منهم ويأسر قلوبهم .

وأفضل الخلق ما بين الورى رجلٌ تُقضى على يديه الحوائج.

________________________________________________

3.     ابتسم

ابتسم دائماً واستقبل غيرك وعامله بصدر رحب .

ابتسم وأنت تتحدث مع الآخرين .. ستسعدهم بسمتك.

ابتسم وأنت تتصل بهم بالهاتف .. واجعلهم يرونها ويسمعونها فى صوتك فسيفرحوا.

ابتسم وأنت تكتب الرسالة ... واجعلهم يقرأونها فى الكلمات والحروف .

فالابتسامة كانت من أهم أخلاق النبي صل الله عليه وسلم فهي إشارة من الإنسان ووسيلة مختصرة لكسب القلوب وهداية الناس والوصول إلى قلوبهم وهي أداة تقريب واقتراب وتودد وحب .

هي تعبير صادق وشعور جميل . هي دليل انشراح صدر وتواضع . هي عنوان المسلم . ويكفي أن نبينا محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم كان بسَّاماً ... حيث روى عن جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه – أنه قال :  ما رآني رسول الله صل الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسّم في وجهي   ، وعن عبد الله بن الحارث بن جزاء – رضي الله عنه – أنه قال   ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم   

من فوائد الابتسامة :.

.1- باب من أبواب الخير والصدقة   .. وتبسمك في وجه أخيك لك صدقة    

2- .يكسب المرء بها الناس .

3- .فيها ترويح للنفس وإذهاب للغم والهم .

4- .فيها دلالة على صفاء النفس وحسن الخلق .

5- .فيها تحصيل للأجر باعتبار الاقتداء بالنبي محمد في هذا الخلق النبيل .

_________________________________________________

4.     كن ليّنا

من جمال التعامل بين الناس ,,  خلق اللين والرقة فى تناول الأمور.

فكنْ أكثر ليونة ورقّة في تعاملاتك حتى لا يتذمر منك أحد ..

قال رسول الله صل الله عليه وسلم لأشج بن قيس : ( إن فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله : الحلم والأناة   .

__________________________________________ 

5.      سارع

سارع بالسؤال عن المريض وزيارته والاتصال به بالهاتف واعلم أن الأيام دول بين الناس ..

فاليوم أنت معافي وغداً تكون ربما ستكون مريضاً واليوم أنت مريض وغداً تكون ربما ستكون معافاً وهكذا  فإن الحال لا يدوم..

كما أن زيارة المريض والسؤال عنه قيمة أخلاقية و عمل إنساني من الدرجة الأولى قبل أن يكون عملاً من أعمال صميم خلق المسلم تجاه أخيه المسلم.

وقد جاء في فضل زيارة المريض أن زائر المريض يفوز بثمار الجنة حتى يرجع من زيارته .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع . قيل يا رسول الله وما خرفة الجنة ؟ قال : جناها ) رواه مسلم.

وروى على- رضي الله عنه - عن رسول الله - صل الله عليه وسلم - أنه قال : ( ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له رفيقاً في الجنة ) رواه الترمذي.

كما أنه من الود والأدب أيضا أن يسأل المسلم أهل المريض عن حاله فقد ورد أن الناس قد سألوا عليا لما خرج من عند رسول الله في مرضه وأجابهم على بقوله ( يصبح بحمد الله بارئاً .

ثم انظر أخي كم هناك من المسلمين في حال تقصير شديد تجاه بعضهم البعض حال مرضه ربما تمر الأيام والشهور ولا يجد المريض أحداً يسأل عنه ولو حتى باتصال هاتفي .

سبحان الله ألم يعلم هؤلاء أن الأيام قُلّبْ وتتداول بين الناس فالمريض غداً سيعافي والمعافي غداً سيمرض .. ولكن من يفهم ذلك؟

إنها قسوة القلوب امتلكت أصحابها فعميت أبصارهم وذهبت أخلاقهم .. وللأسف قد نجد ذلك في بعض أوساط الذين يعتبرون أنفسهم من العارفين والزاهدين.

__________________________________________________ 

6.     حقيقة من واقعنا

أثبتت الأيام أن هناك من خلاصات البشر الأنقياء قلة نادرة  إذا غابوا أو تأخروا أو سافروا أو حلّ بهم من الظروف ما منعهم عنك من الظهور أو الإقتراب ,, فإن غياب هؤلاء الأنقياء يدخلك بالكلية فى عالم من التيه التام فى  دنياك , بل تكون تماما يتيما بدونهم  حتى كنت تمتلك خيرات الدنيا كلها ,, بعدما أصبح وجودهم فى حياتك بمثابة الروح من الجسد , إذا غابت غاب الجسد ومرض وفَنِىَ.